شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة الإمام الشيهد زيد بن علي (ع)]

صفحة 479 - الجزء 1

[ذكر وقعة الإمام الشيهد زيد بن علي (ع)]

  [٤٦]

  وَصَحْبِ زَيدٍ عند بابِ الحِيرَهْ ... إذ أخلصُوا للخالِقِ السَّرِيْرَهْ

  وكافَحُوا الضِّدَّ على بَصِيرَهْ ... فَوَرِثُوا مَمَالِكاً خَطِيرَهْ

  (زيد المذكور) ها هنا هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب #، وقد تقدم طرف من ذكره ~، وهو أول من نهج السبيل في جهاد الظالمين بعد الحسين بن علي @، وكان خروجه # لسبع بقين من المحرم سنة اثنتين وعشرين ومائة، وكان شعاره شعار رسول الله ÷: «يا منصور أَمِتْ»، واشتمل ديوانه # على أسماء خمسة عشر ألفاً من أهل الكوفة، سوى من بايع دعاته في جميع البلدان فوفى من الخمسة عشر من أهل الكوفة خمسة آلاف⁣(⁣١)، ونكث الباقون، ووقع خروجه في أيام هشام بن عبدالملك - لعنه الله -.

[السبب في خروج الإمام زيد (ع)]

  وكان سبب خروجه عليهم ما أظهروا من المناكير، وارتكبوا من الفواحش والآثام، وعطلوا من شرائع الإسلام، وارتكبوا من إنتقاص محمد # وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وذلك لما روينا أن زيداً ~ دخل على هشام - لعنه الله تعالى - وفي مجلسه يهودي من أعداء الله يسبّ رسول الله ÷ فنهر زيدٌ # اليهودي، وقال: (أولى لك يا كافر أما والله لو تمكنت منك لأختطفنّ روحك)، فقال هشام - لعنه الله -: (مهٍ يا زيد لا تؤذ جليسنا)، فخرج زيد #


(١) ثم لم يف من هؤلاء الخمسة الآلاف إلا مائتين واثني عشر كما ذكر ذلك أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين عن سعيد بن خثيم الهلالي أحد أصحاب الإمام زيد #.