[بيان أن الفضل واقع بالنسب]
  هذه حكاية من قول رفضة أهل بيت النبوة $، ومنكري فضلهم، وما ظنهم ببيت عمره التنزيل، وخدمه جبريل، لولا تراكم الذنوب على الذنوب، حتى اسودت القلوب، فصارت لا تعرف معروفاً، ولا تنكر منكراً، تؤخر مقدماً، وتقدم مؤخراً، وذلك أنهم نفوا أن يكون لأقارب النبي ÷ فضل بقرابتهم إليه، وتباعدوا عن الإقرار بفضلهم، ونفروا وأصروا على عنادهم، واستكبروا.
  قلنا: ويحكم؛ قد تظاهرت الأدلة بأنهم أفضل العرب، والعرب أفضل الخلق بمحمد ÷، فأولاده أولى بهذا الشأن.
[بيان أن الفضل واقع بالنسب]
  قالوا: لا تأثير للنسب، ولا فضل به على حال من الأحوال.
  قلنا: فقد روينا عن النبيء ÷ أنه قال: «العرب بعضها أكْفاء لبعض، قبيلة بقبيلة، وحي بحي، ورجل برجل، والموالي بعضها أكْفاء لبعض، قبيلة بقبيلة، وحي بحي، ورجل برجل(١)».
  وكذلك روينا عن النبيء ÷ أنه قال: «إن الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم(٢)»، وهذه آثار رويناها بالأسانيد عن آبائنا $،
(١) روى هذا الخبر الإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام - خ - عن عمر وعائشة.
(٢) هذا الحديث أخرجه أبو العباس الحسني في المصابيح عن واثلة ص (٩١)، والإمام أحمد بن سليمان في أصول الأحكام عن واثلة أيضاً، وصلاح بن إبراهيم في تتمة الشفاء بزيادة في آخره (فأنا صفوة الصفوة وخيرة الخيرة)، ورواه أيضاً القاضي عياض في الشفاء بتعريف حقوق المصطفى عن واثلة، وأخرجه مسلم في أول كتاب الفضائل باب فضل نسب النبي ÷ (١٥/ ٣٦) بشرح النووي، وأبو يعلى ١٣/ رقم (٧٤٨٥)، والترمذي (٥/ ٥٨٣) رقم (٣٦١٢) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد ٤/ ١٠٧، والبيهقي في الدلائل ١/ ١٦٦، والخطيب في التاريخ =