[بشارته (ع) لأوليائه من أشياع آل محمد بالنصر من الله تعالى]
  يقول: (كم) بدول الضلال الظالمة التي إستقام ظهورها إلى يومنا هذا (من مؤمن نال الحَرجَ) وهو الضيق في حبِّ آل محمد ÷ أئمة الهدى، وأغلال العدى، وبحار الندى، ومصابيح الدجى، وأرباب الحجا، وإنما قال ذلك؛ لأن العادة جرت بأن باغضهم في يومنا هذا وفيما تقدمه من الأيام يجزل له العطايا، وتُسنى الجوائز على بغضهم، ومحبهم منقوص الحق، مغموض القدْرِ في حبِّهم.
  قوله: (وهو ملظ): بالظاء معجمة، من أعلى، وهو أبلغ، وقد يجوز أن لا تعجم أو تعجم من أسفل على اختلاف، ويفيد معنى الإعجام من أعلى، إلا أنها تقصر عنها، فمعنى الإلظاظ: هو السدوك واللزوم، فيقول: هذا المؤمن المحب صابر محتسب على الشدائد في حبهم حتى يلقى الله - تعالى - على عهده، فائزاً بذلك؛ إذ ضيعه الجاحدون.
  وقد روينا عن أبينا رسول الله ÷ أنه قال حاكياً عن ربِّه ليلة أسري به، أنَّه ø قال له: «من خَلَّفْت على أمتك؟، قال: أنت يارب أعلم، قال: يا محمد خَلَّفْت عليهم الصِّديق الأكبر، الطاهر المطهر، زوج ابنتك، وأبا سبطيك، يا محمد أنت شجرة، وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، و خلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربُوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلاَّ حبًّا» فهذا تصريح بما ذكرنا على أبلغ الوجوه.
  قوله: (ما خرج) يريد عن ماهو عليه إلى غيره أصبح بلطف الله في أعلى المنازل، وهي الدرج في عرف الشريعة فأعاضه سبحانه رتباً عاليةً، ومنازل سامية، في الدنيا والآخرة، بحبه من أمره الحكيم بحبه، وكونه في حزبه.
[بشارته (ع) لأوليائه من أشياع آل محمد بالنصر من الله تعالى]
  [١٠٣]
  فأَبْشِرُوا يا شِيْعَةَ الرحمنِ ... بالنصرِ مِنْ رَبِّكُمُ المنَّانِ
  على ولاةِ الكُفْرِ والطُّغْيَانِ ... فليسَ للهِ شَرِيْكٌ ثانِ