شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طرف من أمر الإمام الحسين بن القاسم العياني (ع)]

صفحة 399 - الجزء 1

  ثم ذكر ~ شطراً من الكلام والحكم والمواعظ، ثم قال: (أمَّا تعلمون - رحمكم الله وهداكم - أن أصل الهلكة منذ بعث الله - سبحانه وتعالى - آدم # إلى هذه الغاية، لم تكن إلاَّ بالإحتقار بالأنبياء À في أيامهم، وبالذريَّة من بعدهم إلى أن تقوم الساعة، أيها الشيعة إنكم أتيتم من أنفسكم، ولم تؤتوا من ذرية نبيئكم).

  والرسالة أكبر من هذا، ولكنا اقتصرنا على هذا القدر؛ لأن فيه كفاية لمن أنصف نفسه، ولم يركب في هوة الضُّلال ردعة، ولم ينكر فضل هداته، وسفن نجاته.

  وذكر # الكفاءة في كتابه في فروع الفقه الذي سماه (التفريع) وفيها دلالة ظاهرة لأهل العقول على إثبات الفضل، لا يعمى عنها إلاَّ أعمى البصيرة، مدخول السريرة.

[ذكر طرف من أمر الإمام الحسين بن القاسم العياني (ع)]

  قوله: (وسبطه الفذُّ الحسين العالمُ): يريد بذلك ولده الحسين بن القاسم⁣(⁣١) @ المهدي لدين الله ~ وكان # طبقة زمانه علماً،


(١) الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم $، مولده # سنة ٣٧٦ ست وسبعين وثلاثمائة، دعا إلى الله تعالى بعد وفاة أبيه سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، قال الإمام الحافظ الحجة مجد الدين المؤيدي أبقاه الله في التحف شرح الزلف ص ٢٠٢:

كان من كبار علماء الآل، وله آثار جمة، وانتفع بعلومه الأئمة، بلغ في العلوم مبلغاً تحتار منه الأفكار، وتبتهر فيه الأبصار على صغر سنه، فلم يكن عمره يوم قيامه # إلا سبع عشرة سنة، ثم ساق حفظه الله وأبقاه كلاماً عظيماً وافياً في تنزيه الإمام الحسين بن القاسم عما نسب إليه من الأقوال، وقد غلت فيه طائفة من الناس، وقالوا: إنه لم يمت وإنه المهدي المنتظر، وقد انقرضت هذه الفرقة المغالية - والحمد لله - وكان الحسين بن القاسم # كثير الأعداء في حياته وبعد وفاته، فقد جدت المطرفية المرتدة في الثلم لجانبه ولكن لا بد لكل ذي شأن من أعداء. فهم كما قال الشاعر: =