(يتلوه الكلام في أن الإمامة في أولادهما وأنها مقصورة عليهم)
  منامه عالماً؛ فقد أحال فيما ادعى، وقد أدى إلى هذه المحالات القول بوجوب علم الإمام بجميع المعلومات فيجب أن يكون محالاً؛ لأن ما أدى إلى المحال فهو محال.
[الدليل على بطلان ما ادعته الإمامية لأئمة الهدى من علم الغيب]
  ومما يدل على بطلان ما ادعوه لأئمة الهدى من علم الغيب؛ أنَّا نقول لهم: إن كثيراً من الأئمة $ قد قتلوا بالسُّم منهم الحسن بن علي(١) #، و علي بن موسى الرضا(٢) #، فلا بد لكم من أحد وجهين:
(١) ستأتي ترجمة الإمام الحسن #، وجميع الأئمة الذين لم يترجم لهم في هذا الجزء في الجزء الثاني إن شاء الله تعالى، تمت.
(٢) الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين À أبو الحسن، وأمه أم ولد يقال سكربونيه، وقيل: الخيزران ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة، قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في كتاب الشافي: كان نسيج وحده وحيد عصره علماً وكمالاً وفضلاً، واستدعاه المأمون في أيامه فلما وصل لم يعذره من عقد البيعة له، وكان المأمون وأولاده وأهل بيته أول من بايعه ثم الناس على مراتبهم والأمراء والقواد، وجميع الأجناد وأعطى الناس المأمون عطاءاً واسعاً للبيعة، وضرب اسمه في السكة والطراز وجعل له موضعاً في الخطبة ... إلى قوله: ولم يزل علي بن موسى الرضا مع المأمون يعرف حقه ويدين ظاهراً بفضله وتعظيمه حال إقباله من خراسان إلى أن صار بطوس، ثم دس عليه السم فقتله ولم يختلف في قتله بالسم، وإنما اختلف في الكيفية، فقيل: ناوله إياه في عنب، وقيل: إن الرضا اعتل علة خفيفة وكان يأمرهم بشرب الدواء فقيل أمرهم بتأخر إطعامه وأتى فسأل: هل أكل شيئاً؟ قالوا: لا، فأظهر غضباً وغيظاً، وقال: هاتوا عصير الرمان، وكان قد أمر رجلاً من خواصه طول أظافيره فجعل المأمون يكسر الرمانة من بعضها ويعطي الذي طول أظافيره بعضها فيقول إعصر لأخي فيعصر إلى إناء قد أعده حتى حصل منه ما أراد وناوله إياه فشربه فكان فيه حتفه، ولما مات أظهر عليه جزعاً عظيماً ... إلى قوله: وكان بيعة المأمون لعلي الرضا لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ... إلى قوله: وكانت وفاته # في آخر صفر من سنة ثلاث ومائتين، انتهى.
وكان عمره خمس وخمسون سنة، ومشهده بطوس، قال فيه جده رسول الله ÷: «ستقتل بضعة مني بخراسان ما يزورها مكروب إلا نفس الله كربته، ولا مذنب إلا غفر الله =