[ذكر طرف من أمر الإمام زيد بن علي (ع)]
[ذكر طرف من أمر الإمام زيد بن علي (ع)]
  زيد هذا هو أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، وأمه أم ولد إسمها جيدا، وكانت من أفاضل النساء - رحمة الله عليها - وقيل ثمنها ثلاثون ألف درهم، ولد سنة خمس وسبعين من الهجرة الطيبة، وكان # أبيض اللون، أعين، مقرون الحاجبين، تام الخَلق، طويل القامة، أقنى الأنف، كث اللحية، أسود الشعر؛ إلاَّ أن الشيب قد كان خالط عارضيه، وكان يشبه بأمير المؤمنين # في الفصاحة والبلاغة والبراعة، ويعرف في المدينة بحليف القرآن، وقد روي عن خالد بن صفوان(١) أنه قال: (إنتهت الفصاحة والخطابة والزهادة والعبادة من بني هاشم إلى زيد بن علي، لقد شهدته عند هشام بن عبدالملك وهو يخاطبه وقد تضايق بهشام مجلسه)، وفضائله # لا تنحصر بالتعداد، ولا تمل بالترداد(٢)، وسيأتي من ذكرها طرف فيما بعد إنشاء الله تعالى.
[دعوته وجهاده]
  قام # من الكوفة بعد أن بث الدعاة في الآفاق واستجاب له خلق كثير من الناس، فأحوج إلى الخروج قبل انتظام أمره لوقوف يوسف بن عمر الثقفي - لعنه الله تعالى - على مكانه، وكان ظهوره ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم، وكان موعده لأصحابه بالظهور في أول ليلة من صفر سنة اثنين وعشرين ومائة، واتفق خروجه من دار
(١) خالد بن صفوان بن عبدالله بن الأهثم، واسمه سنان الأهثم؛ لأنه ضُرب بقوس فهثم فمه، المنقري الأهثمي تابعي جليل القدر أدرك زمن عثمان، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة كان خطيباً مصقعاً وبليغاً مفوهاً، مشهور بالبلاغة والأدب، روى عن الإمام زيد بن علي # كتاب مدح القلة والكثرة وغيره ولما بلغ عمر بن عبد العزيز وفاته، قال: ثلمة في الإسلام، توفي سنة تسع وتسعين وقيل سنة مائة.
(٢) نخ (ن): على الترداد.