شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طرف من أمر الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)]

صفحة 503 - الجزء 1

  حوله مكانه، فقيل: ممَّ بكيت يا رسول الله؟، قال: «أخبرني جبريل # أن رجلاً من ذريتي يقتل هاهنا، يكون لكل شهيد معه أجر شهيدين»⁣(⁣١).

  [٥١]

  جاء إليهِ أربعونَ ألفاً ... مثل الجبالِ يزحفونَ زحْفَاً

  وَهُمْ ثلاثمائةٍ لا خلفاً ... فَحَكَّمُوا البِيْضَ وصفوا صفاً

[ذكر العقوبة العاجلة لمن شهد قتل الإمام الفخي (ع)]

  وجه ذكر عدتهم ما أخبرني به جدي سليمان بن القاسم من لفظه وأنا أسمع، ومن تمام حديثه ¦: (أن جميع ذلك الجند الظالم الذين شهدوا قتل الحسين بن علي # إسودت وجوههم حتى صارت مثل طحاحيل الإبل فكانوا يعرفون بذلك بين الناس، ومن الجائز أن يكون النبي ÷ أخبر بذلك فكان من جملة معجزاته).

  وقد شبه أؤلئك الأعداء (بالجبال) لعظم كراديسهم⁣(⁣٢).

  (بالعارض⁣(⁣٣)) وهو السحاب المتراكم الدابي، والتشبيه للعسكر به جائز، وهو موجود - أيضاً - في كلامهم وأشعارهم بحيث لا يفتقر إلى ذكرها هنا، وشبهه # في القافية الأولى (بالبدر)، والبدر دونه في الشرف والإضاءة بنور الهدى، وأصحابه


(١) رواه في مقاتل الطالبيين (٣٦٦، ٣٦٧) بسنده إلى أبي جعفر محمد بن علي.

(٢) الكردوسة بالضم قطعة عظيمة من الخيل، وكل عظمين التقيا في مفصل، وكل عظم عظمت نحضته، انتهى من القاموس.

(٣) شرح لقوله # في البيتين المتقدمين وهو قوله:

إذ هو كالبدر وهم كالأنجم ... قد عمروا بعارض محرجم