[الدعاء بحسن الخاتمة]
  قوله: (وما على المنذر إلاَّ الإنذار): يقول: إذا أنذرهم فلم يقبلوا فقد سقط عنه فرضهم في هذه الحال إذا لم يؤمر فيها بقتل ولا قتال.
  و (أهل المقبار): هم الأموات، وهم أهل الخلاف شبههم بالموتى، يقول: من كان قلبه عن العترة الطاهرة نافراً، وكان لفضلها كافراً، فهو ميت الأحياء، وأنت لا تسمعه.
  وقد قال الله سبحانه: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ٨٠}[النمل]، شبه النافرين عن الحق بالموتى والصم عند الدعاء؛ إذ كل واحد من المذكورين لا يسمع داعياً، ولا يجيب منادياً، وخصَّ الله - سبحانه - الأصم بالإدبار، إذ بالإدبار تنسد عنه طرق المعرفة؛ لأنه عند إقباله ربما نظر حركة الشفتين ففهم المراد ونُبِّه بإشارة، هذا معنى الآية عندنا، والله أعلم.
  قوله: (كلاَّ): حرف ردع وزجر يتضمن معنى القسم. (ولا تنقذ أرباب النار): يقول: من عمل للنار فأنت لا تنقذه، وهو أهل لما صار إليه، فلا يُرحم من لم يَرحم نفسه.
[الدعاء بحسن الخاتمة]
  [٩٥]
  نسألُ ربَّ الناسِ حُسْنَ الخاتمَهْ ... وَدَوْلَةً للطيبينَ قائمهْ
  تُضْحِي رؤوسُ الكفرِ منها كاظمهْ ... وَهْيَ لشملِ المسلمينَ ناظمهْ
  الدعاء إلى الله - تعالى - ممَّا ورد به التعبد وتعلق به قرار الحكيم ومصلحة العباد، وقد أمر به الأنبياء $، وهو سلاح المؤمنين في المواقف التي لا ينفع فيها السلاح، وهو شعار الصالحين أجمعين، فلما فرغ ممَّا يرجو من الله - تعالى - الثواب عليه، وتبييض الصحيفة به، سأل الله - تعالى - (حسن الخاتمة)، لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «ملاك العمل خواتمه».