شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر إحاطته (ع) بعلوم الفرق]

صفحة 541 - الجزء 1

  كانت الجاهلية تمنع من الحقوق بالفخر، حتى أن المفضول إذا سبق إلى الماء لم يسق حتى يأتي الفاضل فيسقي قبله، وهذا عدوان نفاه رسول الله ÷، وقد قال الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١}⁣[الضحى]، ومن أكبر نعمة الله علينا أن جعلنا من ذرية الأنبياء، وهدانا لطرق الهدى، وعند تبييننا الواجب الحق يقع الإقتداء فيعظم الأجر الذي يجب التعرض له بكل ممكن، لأن الدنيا متجر عظيم الربح والخسران، فنسأل الله - تعالى - التوفيق. وما قلنا واضح لكل منصف لم تملِّكه⁣(⁣١) نفسه هواها، ويصدها عن هداها، فيوالي بغير علم أعداءها، ويعادي على عمد مولاها، فبعداً لمن دسَّاها، وطوبى لمن زكَّاها.

[نشأة الإمام (ع) في صغره]

  [٧٥]

  لم تُلْهِنِي في صِغَرِي الملاهي ... ولستُ أدري بِالعَيَانِ ما هِي

  وذاكَ للنِّعمةِ مِنْ إلهي ... أحمدهُ إِذْ⁣(⁣٢) كان غيري لاهِي

  يقال (ألهاه) كذا وكذا بمعنى شغله كما قال الله تعالى: {أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ ١}⁣[التكاثر]، وأكثر ما يستعمل فيما يوافق هوى النفس، وإن وجد مستعملاً في غيره ممَّا يشغل ويصد فهو الأمل.

  و (الملاهي): هي آلات اللَّهو واللعب كالمعازف والطنابير والمزامير وما شاكلها.

[ذكر إحاطته (ع) بعلوم الفرق]

  قوله: (ولست أدري بالعيان ما هي): يقول: لست أعرف أعيانها ولا عاينت شخوصها وحجومها، وإنما عرفت أسمائها من الكتب وكلام علمائها فيها، لأن ما به


(١) في (ن): يملك.

(٢) في (ن): إنْ.