[قصة أخرى لابن عباس | ومعاوية]
  بذكره وذكر رسول الله ÷ قال: (يا معاوية نحن قومه الأقربون وأنتم الأبعدون، ولا علم عندك في القرآن فتسألون، وعلمه عندنا لا تجحدون، وقد أمركم الله بسؤالنا فقال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}[النحل]، وأوضح من هم أهل الذكر، وبين أنهم آل النبي ÷ بقوله تعالى: {قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ}[الطلاق]، فسمّاه ذكراً، ثم قال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}[النحل]، يعني أهل الرسول). فانقطع معاوية، فيا ويلنا هذا غير مستحدث.
[قصة أخرى لابن عباس | ومعاوية]
  وفي رواية أخرى أن معاوية - لعنه الله - قال يوماً: (إن لقريش ثلاثة أنساب: ذرية إبراهيم وبنو إسماعيل، والثاني: أنهم أولاد النضر بن كنانه، والثالث: إسم سماهم الله به ورضيه لهم، وجعل لهم الملك به فسماهم قريشاً وابتعث فيهم رسولاً كافة، فاستوى الناس في نبوءته، وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ٤٤}[الزخرف]، فعمَّ من يشاء ولم يختص به أحداً دون أحد، وقد زعمتم يا بني هاشم أن النبوءة أوجبت الخلافة، وأن الخلافة لأهل القرابة، فما منعكم من طلبها بعد رسول الله ÷، ولو بسطتم إليها أيديكم لبسطت بنو عبد مناف أيديها معكم، ولو بسطت بنو عبد مناف أيديها لبسطت بنو قصي فما طمعت فيها تيم ولا عدي، فما منعكم من طلبها إلاَّ أحد أمرين: إمَّا أن تكونوا عرفتم صغرة قدركم في نفوس الناس ذكرهم أن يكفوكم بما في نفوسهم لكم، أو عرفتم أنه لا حق لكم فيها، وأمسكتم عنها، واتخذتم الكف لكم سُلماً إلى العذر مع أنكم في تركها كحافي الإمالة، وفي الجواب عنها كما قال قيس بن أبي حازم:
  وكنتم كَذَابِ القِدْرِ لم يدر إذ غلت ... أينزلها مذمومة أم يذيبها