شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إعتزاز الإمام (ع) بإتباعه نهج آبائه بالحجة والدليل]

صفحة 535 - الجزء 1

  فأمَّا أهل النار فيدخلون النار على أحوال مكروهة، نعوذ بالله منها، منهم من يسحب على وجهه حتى يكب في النار على منخريه وهذا يخص به المتخلف عنَّا، واللاحق بعدونا، والمتثاقل عن إجابة دعوتنا لقول أبينا رسول الله ÷: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم»⁣(⁣١). ومنهم من يبعث الله - تعالى - إليهم ملائكة بسلاسل من نار يسلكونهم فيها كما تسلك الخرز في النظام حتى يصير في السلسلة أمة من الأمم، فيأتي بهم إلى شفير النار فينبزهم فيها كما ينبز الحطب كما قال تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ٣٢}⁣[الحاقة]. ومنهم من يؤخذ بناصيته وقدمه فيجمعان ويسحب إلى النار، ومنهم من ينهضه ذنبُه فيمكث في موقف الحساب خائباً حسيراً، لا يملك من الأمر نفيراً، فيرسل الله - تعالى - عليهم عُنقاً من النار فيحترقهم كما يحترق السيل الغثاء، وهذا النوع من النكال يختص بالظالمين من أهل المعاصي، وكل هذه أمور هائلة، نعوذ بالله منها.

[إعتزاز الإمام (ع) بإتباعه نهج آبائه بالحجة والدليل]

  [٧٣]

  لم أعْدُ مِنْهَاجَ جُدُودِي الصِّيدِ ... وقَوْلَهُم في العدلِ والتوحيدِ

  وفي فُصُولِ الوعدِ والوعيدِ ... بحُجَّةٍ عَنْ غيرِ ما تقليدِ


(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان في أصول الأحكام (خ)، ورواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (٨٠) عن الحسين بن علي @: «من سمع داعينا أهل البيت فلم يجبه أكبه الله على منخريه في النار». قال السيد العلامة أحمد بن يوسف زبارة | في تتمة الاعتصام (٥/ ٤٣٢): في شرح التجريد روى عن النبي ÷ قال: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم» رواه الطحاوي وهو في أصول الأحكام والشفاء وروى عن محمد بن يحيى الهادي إلى الحق # أنه قال الواعية فهو الإمام الداعي إلى الله ø فمن سمع دعوته ونداه فلم يجبه فقد قطع حبله من الله وخرج بلا شك من طاعته وتمكن في معصيته، وفي بعض الأخبار: «فلم يجب» وفي بعضها: «من سمع داعيتنا».