[حكاية شدة بغضه لأهل البيت (ع) وادعائه ما ليس له]
  منه شكيمة، وأقوى عزيمة، إمَّا وفاقاً وإمَّا نفاقاً فيكون عقابه والحال هذه إذا نجم نفاقه، ولا بدَّ عند رجوعه من إنكار ما سلف، جرت بذلك العادات من السَّلف، فكأنه به قد قال: كنت أحكم بطيبِ ولادتي يا سادتي؛ إذ بحبكم يعرف طيب المولد وطهارة المحتد، ومن يبغضكم يعرف خبث الأصل وقبح الفعل.
  قلنا: ذلك كذلك، لأن في الحديث المروي عن النبي ÷ أنه لا يبغض أهل بيته $ إلاَّ من حملته أمُّه في غبَّر حيضة، يريد: بقية حيض، أو كان لغير رشده، أو كان ممَّا لا خير فيه من الرجال السالكين مسلك قوم لوط (لعنهم الله تعالى)، فلا يظن الظان بنا ظن السوء أنَّا قلنا: خبث أصله وقبح فعله، نريد الذم ومزاوجة الألفاظ؛ بل لفظنا بحمد الله موضوع على المعنى المفيد النبوي.
  وما ذكر من إظهار آلة العبادة من ذكر (القناع والسجَّادة) فلأن المتقرب إلى أهل النصاب، لا يتقرب بأقوى من إظهار طاعة ربِّ الأرباب، وملك الرقاب؛ إذ قلوبهم رحيمة بالمؤمنين، غليظة على الكافرين.
[حكاية شدة بغضه لأهل البيت (ع) وادعائه ما ليس له]
  [٩٩]
  وقد عَهِدْنَاهُ قَدِيْمَاً في الخَشَبْ ... أبغَضَ من هَبَّ لأجدادي ودَبْ
  سَمِعْتُهُ يقولُ يوماً في شَظَبْ(١) ... بأنَّهُ يُضْحِي نَبِيَاً إنْ أحبْ
  (الخشب): بلد معروفة من بلاد همدان، بين البَوْن وصنعاء، ومعرفته له فيها يحتمل أنه من أهلها، أو من ساكنيها، أو ممن طافها، وعَرَفه بالبغضة فيها، وهو لا يريد إلاَّ تعمية أمره حتى يأتي الله - تعالى - بنصره.
(١) نخ (ن): سمعته يوماً يقول في شظب.