شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الطرق الدالة على حدوث الأجسام]

صفحة 88 - الجزء 1

  و (القَدِيم): هو الموجود الذي لا أول له.

  معنى (صَنَعَ): قدر وفطر.

  و (الإبتِدَا): نقيض الإحتذا، وهو الفعل على غير مثال.

  و (خلقه) ها هنا: هو الأجسام التي نشاهدها⁣(⁣١) من الحيوانات والجمادات والأعراض.

  و (الإختراع): هو إحداث الشيء إبتداء بغير سبب ولا شرط، وأكثر فعله ø يقع على هذا الوجه.

  و (ظاهر الجسم): المراد ظواهر الأجسام، فالألف واللام للجنس، وذلك يعم الحيوانات والجمادات.

[الطرق الدالة على حدوث الأجسام]

[الطريقة الأولى: طريقة التأليف]

  ودلالة الجسم علىلله ظاهرة، وذلك أنا نراه مركباً مؤلفاً، وذلك معلوم لكل عاقل متأمل، فلا بد له من مركب ومؤلف على ما نعلمه في الشاهد من البناء والكتابة، والعلة في حاجة البناء والكتابة في الشاهد إلى الباني والكاتب هي الحدوث، بدلالة أنهما - أعني البناء والكتابة - لا يحتاجان إلى الباني والكاتب في البقاء بعد الحدوث، لأنهما يبقيان بعد زوال قدرته وموته وتفرق أجزائه، بل فناه وعدمه، لو قدر أن المضادة ألاَّ يكون على مجرد الوجدان.

  وكشف ذلك أنَّا لو رفعنا عن نفوسنا إعتقاد حدوثها إرتفع العلم لا محالة بحاجتها إلى المحدث، ولا يحتاج إليه في عدمها الأصلي، لأنها معدومة قبل وجوده، فلم يبق لحاجة البناء والكتابة إلى المحدث وجه إلاَّ لإخراجهما من العدم إلى الوجود، وقد شاركت الأجسام البناء والكتابة في الحدوث فوجب أن تشاركها⁣(⁣٢) في الحاجة إلى المحدث،


(١) في (م): تشاهدها.

(٢) في (م): يشاركها.