[حكم أعماله الصالحة التي تقدمت]
  الصدقة وقتلوا رعاتها، سمل أعيانهم وتركهم في الحَرة حتى ماتوا، والمثلة التي نهى النبي ÷ عنها هي التمرد الذي لا يحل، فأمَّا ما فعل لأمر يعود على الدين بالتقوية فهو جائز فيما يرى، وقد عفا النبي ÷ عن قريش وعن المثلة بهم إستعطافاً لقلوبهم، وهو أعلم بالمصالح في الدين.
  و (اللسن) واللسان واحد كما يعلم في الدهن والدهان.
  وقوله: (إذ صار حق الغير): يعني به الإمامة؛ لأن الله - تعالى - جعلها لورثة الكتاب من عترة نبيئه À، بما قدمنا من الأدلة في مسألة الإمامة من الجزء الأول من كتابنا هذا في مسألة أن الإمامة مقصورة عليهم.
[حكم أعماله الصالحة التي تقدمت]
  [٣٩]
  وأحبَطَ الأعمالَ تلكَ الصالحهْ ... بهذهِ الدَّعوى الشَّنَاعِ الفاضحهْ
  وهي لأَرْبَابِ العقولِ واضحهْ ... بالحججِ الغُرِّ الكبارِ اللآئحهْ
  يقول: من تقدمت صفته بأفعال الخير من العلم والعمل وسائر الخصال التي ذكرنا ولم يكن من أهل بيت النبوءة $ ثم ادعا الإمامة لنفسه، حبطت أعماله لكونه من غير نصاب الإمامة بدعواه هذه الفاضحة، وخروجه على أئمة الحق، من هداة الخلق،
= بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي ÷ واستاقوا الذود، فبلغ النبي ÷ فبعث الطلب في آثارهم فأمر بهم فسملوا أعينهم وقطعوا أيديهم فتركهم في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم، انتهى.
والعرنيين منسوبون إلى حي من العرب يقال له عرينة بضم العين غير معجمة، وفتح الراء واشتق لهم هذا الإسم من العرنة بالعين المكسورة وسكون الراء وفتح النون وهو الرجل الخبيث الذي لا يطاق.
وأخرجه أيضاً البخاري في الحدود (١٢/ ١١١) رقم (٦٨٠٢)، ومسلم في القسامة (٣/ ١٢٩٦) رقم (٩/ ١٦١٧)، والطبراني في الأوسط (٤/ ١٢٠) رقم (٥٤١٨).