شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان أن المنكر لفضل أهل البيت (ع) راد لكثير من الآي والآثار]

صفحة 348 - الجزء 1

  مجتهداً، وربما يكون أهل البدع أكثر إجتهاداً كما روي عن الخوارج ومن شابههم، فإنهم تعمقوا فمرقوا، وتحكموا فندموا، فلو كان بعض نظرهم فيما أوبقهم، واجتهادهم فيما لم يخلصهم كان في طرق الأدلة التي أوجبت عليهم الرجوع إلى هداتهم وسفن نجاتهم من عترة نبيئهم - وعليهم - نالوا بأقل عنايتهم دار الكرامة!؟، فنعوذ بالله من إجتهاد يؤدي إلى الندامة.

[بيان أن المنكر لفضل أهل البيت (ع) رادٌّ لكثير من الآي والآثار]

  قوله: (مقالة يغضب منها الجبار): لأن من لم يعرف أن أهل البيت $ أفضل الخلق فقد أغضب الله - سبحانه - لأنه يكون راداً لقوله تعالى في كثير من الآي، ولقول رسول الله ÷ في كثير من الآثار، فمن الآي الآية التي استشهدهم فيها على عباده، وأمرهم بالجهاد فيه حق جهاده، وهي قوله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}⁣[الحج: ٧٨]، والإجتباء هو الإختيار، والإصطفاء وذلك الفضل المبين.

  ألا ترى في الشاهد أن السلطان إذا قرب رجلاً، واصطفاه، واستشهده على الكافة وارتضاه، فإن كل عاقل يفهم أنه قد فضله على من سواه، ومن أنكر ذلك أو أخبر بأنَّه لا يعلمه قضى العلماء بجهله أو تجاهله!؟.

  وأما الآثار المروية عن رسول الله ÷: فلا يتسع لها هذا الكتاب لو أفردناه لشأنها، ولكنَّا نذكر من ذلك ما يكتفي به في الإستدلال كل عاقل، فلو لم يكن من ذلك إلا ما روينا بالإسناد⁣(⁣١) الموثوق به إلى الحسين بن زيد⁣(⁣٢) - قدس الله


(١) أمالي الإمام أبو طالب # (ص ١١١).

(٢) الإمام الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ ولد # في حوالي سنة (١١٠ هـ) تقريباً، يكنى أبا عبدالله، ويلقب بذي الدمعة لكثرة بكائه. =