[صفة حوض الرسول ÷]
  فضلهم، وجحد حقهم، وساوى بينهم وبين غيرهم، ومثلهم بأغتام العُلُوج، وطماطم الزنوج، ومثل هذا لا يغبى على منصف.
  ووجه قوله: (يرد الحوض): ما روينا عن النبي ÷ أنه قال: «إذا كان يوم القيامة قمت أنا وأنت يا علي على الحوض، والحسن والحسين يوردان شيعتنا، ويطردان أعداءنا(١)». فلم نقل شيئاً في أمرنا إلاَّ لأمر ثابت عن صادق الخبر جدنا، فتأملوا - رحمكم الله - ما فوت على نفسه السالكُ غيرَ سبيلنا، المستغني بزعمه بنفسه عنا، فنسأل الله - تعالى - الثبات في الأمر كله.
[صفة حوض الرسول ÷]
  [٥٥]
  خصَّ بهِ اللهُ أبانَا المنتجَبْ ... وفيه للناظرِ أنواعُ العجبْ
  حصباؤه الدُّرّ ومجراه الذهبْ ... وطعمُه أعذبُ من طعمِ الضَّرَبْ
  الحوض - ما تقدم ذكره -، وقد تواتر عن النبيء ÷ نقله، واختلفت الرواة في تقريره، فقيل: هو مثل ما بين مكة والمدينة - حرسهما الله تعالى - جعله الله - تعالى - في عرصة القيامة، وموقف العرض والحساب ليعظِّم به سرور المؤمنين، وتشتد له حسرة الفاسقين والكافرين، من البغضة لعترة خاتم النبيئين - صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين - المنكرين لفضلهم على العالمين، وما خصهم الله به من ولادة سيد المرسلين، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، أشد بياضاً من اللبن، وأشد حلاوة من الشهد.
  (حصباؤه الدُّرّ) والياقوت واللؤلؤ، (ومجراه الذهب) الخالص واللجين على ماشاء الله - تعالى - أن يكون أبلغ في باب الحسن تشريفاً وتعظيماً لنبي الرحمة وسيد الأمة - عليه
(١) سيأتي تخريجه في قول الإمام #: هذا أخذناه بإسناد قوي.