[بيان أن التفضيل علامة التشيع]
  وذلك طريق معرفة الإجماع، ولأن علي بن الحسين # قدوة وإن انفرد وحده، ولأنه # قد أكد ذلك بإجماع الكافة من العرب وقريش بادعاء الشرف والفخر بالقرب إلى رسول الله ÷، وأهل بيته أقرب من الكافة إليه - صلى الله وملائكته عليه وعليهم السلام فكانوا أولى بشرف ذلك وفخره من غيرهم، فلا معنى لإنكار من أنكر فضل النسب وإن كبر سنه، وكثرة عبادته؛ لأن ذلك أبلغ في الحجَّة عليه؛ لأن الله، عز من قائل، يقول: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ}[فاطر: ٣٧]، والنذير عندنا ها هنا رسول الله ÷، وقد قيل في بعض أقوال أهل العلم: هو الشيب، وقد جاء الشيخ الذي ذكرتم الإعتماد على قوله: {النَّذِيرُ}[فاطر: ٣٧]، الذي هو النبي ÷، والشيب على قول من قال ذلك فلا عذر له، والعبادة مع مخالفة النبي ÷ وأهل البيت $ لا تغني عن صاحبها شيئاً من عذاب الله - تعالى - وقد سمعت كلام أبي الجارود فيهم ونعته لهم، وكذلك تكون الشيعة.
[بيان أن التفضيل علامة التشيع]
  فأمَّا من يدعي التشيع وهو منكر لفضلهم، فإنه من دعواه هذه على مثل ليلة الصَّدَرِ(١) رحلته أوشك من حلوله، ومع إدعاء من ينكر فضل أهل البيت $ أنه زيدي؛ بل أنه أحق بهذا الإسم يكون أبلغ العجب؛ لأن الزيدية معروفة بين الفرق؛ بتفضيل آل محمد على جميع الخلق، لا يناكرون في ذلك، ولا ينكر منهم، وكيف ينكرون فضل مهبط الوحي، ومختلف الملائكة، وبيت الرحمة، وسفينة نجاة الأمة، كما روينا بالإسناد الموثوق به عن أبي ذر(٢) | أنه قال وهو آخذ بباب الكعبة: (أيها
(١) الصَّدَر محركة: اليوم الرابع من أيام النحر. تمت قاموس.
(٢) أبو ذر الغفاري: اختلف في إسمه والصحيح عند أصحابنا ومحققي المحدثين: جندب بن جنادة، وسماه رسول الله ÷ عبدالله، من السابقين الأولين في الإسلام، لازم النبي ÷ =