[كلام الإمام محمد بن القاسم (ع) في التفضيل]
  حَقَقَ في الثَالِثْ مَنَ الأُصُولِ ... قولاً يُزيلُ مذهبَ الجَهُولِ
  عقب كلام القاسم # في أن الله - تبارك وتعالى - يفضل من يشاء من عباده بما شاء من أنواع التفضيل، ويمتحن من يشاء من عباده بما شاء من أنواع الإمتحان، وأن ذلك كله حكمة، وأن الإعتراض عليه - سبحانه - في ذلك لا يجوز بقول ابنه محمد بن القاسم #.
[ذكر طرف من أمر الإمام محمد بن القاسم (ع)]
  وقد كان لمحمد بن القاسم(١) # من العلم والفضل ما برز به على أهل زمانه من العترة الطاهرة وغيرها، وهو أشهر من أن يحتاج إلى كشف شيءٍ من أمره،
(١) محمد العابد بن القاسم ترجمان الدين بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغَمر بن الحسن الشبه بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب $، كان من أورع أهل زمانه، وكان إذا تكلم لم يتكلم أحد من أولاد علي بن أبي طالب إلا بعد كلامه، وكان يتنزه عن أكل أموال السلطان، وعن كثير مما يأتي من القوم، ويتورع عن ذلك كله.
وعن الحسين بن القاسم، قال: سمعت أبي القاسم بن إبراهيم يقول: صحبت الصوفية أربعين سنة، ودرت الشرق والغرب، ولم أر رجلاً أبين ورعاً من ابني محمد، وكان قد باع لله نفسه، فخرج إلى الحيرة هو وأخوه سليمان فنزل على أشهب بن ربيعة صاحب العدن فبايعه وأخذ له بيعة كثيرة، وكان له بيعة باليمن، وأخذ له بن الجروي بيعة بمصر وكتب إليه وهو في الحجاز يخبره بمن بايع له وبكثرة أنصاره، فلم ير التخلف بعد ذلك فخرج إلى مصر، ثم ورد عليه كتاب ابن الحروي وهو في الطريق يعلمه أن جيوش بني العباس قد ضبطت البلاد، وأن كل من بايعه قد ذهب ونكث بيعته ولم يكن صحبه من الحجاز إلا شرذمة تقل عن مكافحة العساكر فرجع غير مختار للرجوع، وكانت له بيعة بطبرستان وبيعة بكرمان، وكان حريصاً على القيام مجتهداً غير متوان، ولكنه علم من أهل دهره كثرة الغدر والإخلاف في كل أمر حتى كبرت سنه ولزمه المرض في ركبتيه فزال عنه فرض القيام عند ذلك وهو في ذلك الوقت كان عمره نيفاً وثمانين سنة، وكانت وفاته # سنة إحدى وثمانين ومائتين ويكون مولده قبل المئتين بقليل أو رأسها وقبره بجوار والده بالرس. انتهى من طبقات =