[الكلام في خبر: «الأئمة من قريش»]
  وأما وجه الإستدلال به: فظاهر لأنه ÷ خص قريشاً بأن الأئمة منهم دون سائر القبائل من مسلمي ولد إبراهيم #؛ فخرج من سواهم عن ذلك بدلالة الخبر.
[بيان بطلان استدلال المعتزلة بخبر «الأئمة من قريش» على صحة الإمامة في جميع قريش]
  فإن قيل: فهذا الخبر كما يدل على ما ذكرتم هو دليل على ما ذهبت إليه المعتزلة في صحة الإمامة في جميع قريش دون غيرهم، بل هو عمدتهم في الإستدلال.
  قلنا: بل هو بعينه دليل على نفي ما ذهبت إليه المعتزلة؛ لأن قوله عليه وآله السلام: «الأئمة من قريش»، يدل على أنهم بعض قريش، وذلك قولنا؛ لأن أولاد الحسن والحسين $ أشرف أبعاض قريش، لأن أكثر ما يقولون فيه إن (مِنْ) هاهنا لبيان الجنس، ونحن لا نأبى ذلك؛ لأن ولد الحسن والحسين $ من صميم جنس قريش، فسقط من أيديهم ظاهر الخبر.
  ثم نقول مع ذلك: كما أنها تدل على الجنس هي تدل على البعض، ولا تنافي بين المعنيين فوجب حملها على مجموعهما؛ لأن إطراح أحد المعنيين يكون إطراحاً لمعنى كلام النبي ÷ بغير مانع، وذلك لا يجوز، فبطل ما قالوه؛ ألا ترى أن سائر القبائل من ولد إبراهيم # وغيرهم من الأنصار وسائر العرب؛ لما انحَسَم(١) طمعهم في الإمامة لدلالة الخبر بقي أهل الأمر من أهل البيت $ وأتباعهم على دعواهم، في أن الأمر لهم دون سواهم، من سائر أبيات قريش حتى وقع القهر الذي لايدل على صحة صحيح، ولا بطلان باطل.
= عبدالرحمن بن عوف عنه ÷ أنه قال: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب غير آكلي ذبائحهم ولا ناكحي نسائهم». انتهى.
(١) انحسم: أي انقطع.