شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الوعيد لأعداء أهل البيت (ع)]

صفحة 341 - الجزء 1

  من قبله لعدله وحكمته، ولا شك أن من أنكر فضل أهل البيت $، وجحد حقهم، ولم يعط بمودتهم أجر جدهم ÷ كان الصمم أهون ما يستحق من العقوبة؛ لأن الله - تعالى - توعده بنار جهنم على لسان نبيئه ÷.

[الوعيد لأعداء أهل البيت (ع)]

  وقد روينا عن أبينا رسول الله ÷ أنه قال: «من كان في قلبه مثقال حبَّة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي لم يرح رائحة الجنَّة⁣(⁣١)» ولا يعلم أشد لهم عداوة، ولا أعظم مكيدة لدين الله ونبيئه ÷ ممن أنكر فضل عترته وساوى بينهم وبين غيرهم.


(١) هذا الحديث له شواهد كثيرة تدل على معنى الخبر دون لفظه، وقد روى نحوه بلفظ يقرب من هذا اللفظ مع اختلاف يسير الإمام المؤيد بالله في الأمالي عن أنس بلفظ: «من كان في قلبه مثقال حبة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي فليس من الله ولا من رسوله في شيء»، ولنذكر بعض الشواهد التي تدل على هذا الحديث باختصار:

فمنها: قوله ÷: «حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم والمعين عليهم ومن سبهم أولئك لاخلاق لهم في الآخرة ولايكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا عن علي #، وأخرجه أيضاً الإمام أبو طالب في الأمالي بزيادة: «ولا ينظر إليهم» وبدون: «ومن سبهم»، وأخرجه بلفظ الإمام أبي طالب صاحب شمس الأخبار، وأخرجه ابن النجار أيضاً بلفظ الصحيفة.

ومنها: قوله ÷: «إشتد غضب الله وغضب رسوله على من أهرق دم ذريتي، أو آذاني في عترتي»، أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا، وأخرجه ابن النجار عن أبي سعيد بلفظ: «والله اشتد غضبه على من أراق دمي أو آذاني في عترتي»، وأخرجه ابن المغازلي والديلمي عن أبي سعيد والبزار عن ابن عمر، وثَمَّ شواهد كثيرة لايسع المقام حصرها.