شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر مسائل أصول الدين وما يتبعها]

صفحة 107 - الجزء 1

  وفي مسألة سميع بصير: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ٤٦}⁣[طه].

  وفي مسألة قديم: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}⁣[الحديد: ٣]، وذلك يفيد معنى القديم.

  وفي مسألة نفي التشبيه قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١]، وإذا لم يكن مثلَه شيءٌ فليس بمشبه للأشياء.

  وفي مسألة غني: {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ}⁣[محمد: ٣٨]، وقوله تعالى: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ}⁣[الأنعام: ١٤]، وفي ذلك معنى الغنى وزيادة.

  وفي مسألة نفي الرؤية: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}⁣[الأنعام].

  وفي مسألة نفي الثاني: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ}⁣[المائدة: ٧٣]، فهذه جل مسائل التوحيد.

[ذكر شواهد على مسائل العدل جملة من الكتاب]

  ثم يتبع ذلك مسائل العدل على الترتيب:

  قال الله تعالى، في مسألة نفي الظلم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ٤٤}⁣[يونس: ٤٤]، وما تقدم⁣(⁣١) من الكلام في مسألة غني، وما تقدم من الكلام في مسألة عالم.

  وقوله تعالى {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ٢}⁣[التحريم]، وإذا كان عليماً حكيماً فُقد داعيه إلى القبح، وقام الصَّارف عن القبيح على أبلغ الوجوه فلا يقع أصلاً؛ سيما مع تأكيده بقوله تعالى: {لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا}⁣[يونس: ٤٤] ... الآية.


(١) لأن الله ø عالم بجميع المعلومات ومن جملتها الظلم، وغني عن كل شيء ومن جملة ما هو غني عنه الظلم؛ لأنه لا يقدم على فعل القبيح أو الظلم إلا من كان جاهلاً محتاجاً، والله عالم غني؛ فهو لا يفعل الظلم، وسيأتي ذلك في باب مسائل العدل إن شاء الله تعالى.