[ذكر وقعة أحجار الزيت للإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع)]
  هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب ... للصافحين ببدر عن أسيركم
  بئس الجزاء جزيتم في بني حسن ... أباهم العلم الهادي وأمهم
  والقصيدة طولية مشهورة، فمن هناك قال فيه # (صريح الجد).
  (والصريح) الخالص من كل شائب، وأصله في اللبن إذا لم يخلط به غيره سُمي صريحاً، فاستعير بعد ذلك لكل خالص، قال الشاعر:
  ما سجسج الشوق مثل جاحمة(١) ... ولا صريح الهوى كموتشبه(٢)
  قوله: (والظالمون كالكلاب العاوية): مثلهم بالكلاب لنجاستها وخساستها. ولعمري إن الكلاب أمثل حالاً من قتلة أولاد الأنبياء، ومهلكي عترة الأوصياء.
  وفي الحديث المروي أن النبي ÷ ذكر محمد بن عبدالله ~ بإسمه وصفته، وقال: «اسمه كإسمي، واسم أبيه كإسم أبي، يقتل فيسيل دمه إلى أحجار الزيت، لقاتله ثلث عذاب أهل جهنم»(٣). ووصله أعداؤه في خلق عظيم، فلذلك وصفهم بالإقبال من كل ناحية.
[ذكر صفة أصحاب الإمام النفس الزكية (ع) وحسن ثباتهم]
  [٤٩]
  فلم تَرُعْهُم كثرةُ الأعادي ... بل ثَبَتُوا للطعنِ والجلادِ
  يؤملونَ الفوز في المعادي ... في جنَّةٍ عاليةِ العمادِ
(١) السجسج: يقال: يوم سجسج: لا حر ولا قر.
الجاحم: الجمر الشديد الإشتعال. تمت قاموس.
(٢) الموتشب، هو: المختلط.
(٣) رواه الإمام الهادي إلى الحق # في كتاب معرفة الله.