شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة أحجار الزيت للإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع)]

صفحة 496 - الجزء 1

  هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب ... للصافحين ببدر عن أسيركم

  بئس الجزاء جزيتم في بني حسن ... أباهم العلم الهادي وأمهم

  والقصيدة طولية مشهورة، فمن هناك قال فيه # (صريح الجد).

  (والصريح) الخالص من كل شائب، وأصله في اللبن إذا لم يخلط به غيره سُمي صريحاً، فاستعير بعد ذلك لكل خالص، قال الشاعر:

  ما سجسج الشوق مثل جاحمة⁣(⁣١) ... ولا صريح الهوى كموتشبه⁣(⁣٢)

  قوله: (والظالمون كالكلاب العاوية): مثلهم بالكلاب لنجاستها وخساستها. ولعمري إن الكلاب أمثل حالاً من قتلة أولاد الأنبياء، ومهلكي عترة الأوصياء.

  وفي الحديث المروي أن النبي ÷ ذكر محمد بن عبدالله ~ بإسمه وصفته، وقال: «اسمه كإسمي، واسم أبيه كإسم أبي، يقتل فيسيل دمه إلى أحجار الزيت، لقاتله ثلث عذاب أهل جهنم»⁣(⁣٣). ووصله أعداؤه في خلق عظيم، فلذلك وصفهم بالإقبال من كل ناحية.

[ذكر صفة أصحاب الإمام النفس الزكية (ع) وحسن ثباتهم]

  [٤٩]

  فلم تَرُعْهُم كثرةُ الأعادي ... بل ثَبَتُوا للطعنِ والجلادِ

  يؤملونَ الفوز في المعادي ... في جنَّةٍ عاليةِ العمادِ


(١) السجسج: يقال: يوم سجسج: لا حر ولا قر.

الجاحم: الجمر الشديد الإشتعال. تمت قاموس.

(٢) الموتشب، هو: المختلط.

(٣) رواه الإمام الهادي إلى الحق # في كتاب معرفة الله.