[بيان حال منكر فضل أهل البيت (ع)]
  ما فوق الإزار، قلت: ما تريد إلى هذا رحمك الله؟، قال: فإني أسالك، قال: فرفعت، فجاء ببطنه حتى ألزق ببطني، ثم قال: إني أرجو أن لا تمس النار بضعة مسَّت بضعة من رسول الله ÷.
[بيان حال مُنْكر فضل أهل البيت (ع)]
  فقد رأيت أن منكر فضلهم يكون أسوأ حالاً من بني أمية، وكيف يجوز لك والنبيء ÷ يقول: «أيها الناس أوصيكم بعترتي أهل بيتي خيراً فإنهم لحمي وفصيلتي فاحفظوا منهم ما تحفظون مني(١)»، ومما يجب أن يحفظ منه توقيره، وتعظيمه، وتفضيله ÷ على جميع الخلق، وكذلك يجب توقيرهم، وتعظيمهم، وتفضيلهم على سائر الخلق، وهذا ظاهر لا يسع خلافه.
  ثم قال بعد ذلك مؤكداً: (من عنده الدر سواء والحمم) يقول: «من ساوى بين أهل البيت $ وغيرهم من أجناس العرب والعجم فالدر عنده والحمم في منزلة واحدة».
  والدرة: جوهرة عزيزة نفيسة معروفة، وقد قدمنا ذكرها في باب النبوءة.
  (والحمم): سود النار بعد خمودها، وبينهما بون بعيد، قال الشاعر:
  أشجاك الربع أم قِدَمُه ... أم رماد دارس حممه
= وباعد أهل الفسق والعصيان وله آثار جميلة تدل على فضله وعلو منزلته.
ومن آثاره أيضاً وأفعاله الحميدة وصله لأهل البيت $ ومواساتهم وتأمينهم، فقد روي أنه كان يصل جعفر بن محمد بالذهب في جراب السمن والعسل وهذا دليل التقية. ولد سنة إحدى وستين في العام الذي قتل فيه الحسين بن علي #، وبويع بالخلافة سنة تسع وتسعين، وتوفي بخناصرة لستٍ بقين من رجب سنة إحدى ومائة وله من العمر تسع وثلاثون سنة، وأوصى أن يدفن في قطعة أرض ورثها من أمه في دير سمعان، وقبره هناك مشهور.
(١) رواه الإمام أبو طالب في الأمالي عن ابن عباس (١٣٠).