[ذكر وقعة أحجار الزيت للإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع)]
  عبدالله # إنهزم إلى دار مروان وتحصَّن فيها وأمر بهدم الدَّرجة فغلب وجيء به إلى محمد بن عبدالله أسيراً فسأله عن أخيه موسى(١)، فقال: (أنفذته إلى أبي جعفر)، فبعث # جماعة من الفرسان لحقوه وردوه إليه.
[خروجه وبيعته (ع)]
  وخرج إلى مكَّة فبويع هناك وعاد إلى المدينة، وكان شعاره: أحدٌ أحد. ووجه أخاه إبراهيم على ولاية البصرة وقبض البيعة فيها، فبايع إبراهيم من أهلها عشرون ألفاً، منهم عمرو بن عبيد(٢)، وأعيان أهل علم الكلام، واجتمعت الزيدية والمعتزلة على هذه الدعوة الشريفة.
[ذكر من بايعه، وموقف أنس بن مالك]
  وبايعه جميع أهل بيت النبوءة من ولد الحسن والحسين @؛ بل كان أولاد الحسين أولى به في تلك الحال لكون الأكثر من أولاد الحسن في حبس أبي جعفر، وكان جعفر بن محمد(٣) @ فيمن بايعه واعتذره من الجهاد بين يديه لسنه،
(١) الإمام موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، من دعاة أخيه النفس الزكية، وهو الإمام الرابع من أولاد عبدالله بن الحسن الكامل حبسه المنصور ثم أطلقه ثم تخفى إلى أن مات #، في حدود سنة (١٨٠ هـ) وقبر في سويقة.
(٢) عمرو بن عبيد بن باب التيمي بالولاء، أبو عثمان البصري، شيخ المعتزلة في عصره ومفتيها، وأحد الزهاد المشهورين، مولده سنة (٨٠ هـ) وكان مشهوراً بعلمه وزهده، وهو من الطبقة الرابعة من طبقات المعتزلة، ومن المعتزلة البصرية، وتوفي سنة (١٤٤ هـ) بمران - بقرب مكة -. الأعلام (٥/ ٨١) الملل والنحل لابن المرتضى (١٥١).
(٣) جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد السبط بن علي أمير المؤمنين ابن أبي طالب، من الأئمة الأعلام، ومن فضلاء أهل البيت وعلمائهم وعبادهم وخيارهم ولد سنة ثمانين للهجرة أمه أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، وتوفي # سنة ثمان وأربعين ومائة (١٤٨ هـ) وعمره ثمان وستين سنة، ودفن بالبقيع في قبر أبيه الباقر وجده زين العابدين.