[ذكر وقعة الطف للحسين بن علي بن أبي طالب (ع)]
  بن علي بالبيعة أخذاً ليس فيه هوادة) وكذلك العَبَادلَة(١) في قصص شرحها يطول، فلم يتمكن الحسين بن علي # من المقام في الدنيا بعد الإمتناع من البيعة، وكانت مطالبتهم له # بالبيعة ليزيد يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنة ستين، فخرج إلى مكة ودخلها يوم الجمعة لثلاث خلون من شعبان، ووردت عليه كتب أهل الكوفة يتلو بعضها بعضاً، حتى بلغت عُدة كثيرة وقُبضت له فيها البيعة، فلما كثر ذلك ورأى تعين الفرض عليه خرج من مكة سائراً إلى الكوفة لثمان خلون من ذي الحجَّة الحرام، وكان قد أنفذ على مقدمته من مكة مسلم بن عقيل(٢)، فظهر مسلم بالكوفة داعياً إلى الحسين # في هذا اليوم، فتفرق الناس عنه بعد إجتماعهم عليه وأسلموه لعدوّه فقتل ¥ بعد قتال شديد وبلاء عظيم، وبعد أن أعطي الأمان، وقتل # يوم الجمعة عاشر المحرم من سنة إحدى وستين، وقيل قتل يوم الإثنين وذلك عندنا غير سديد، والقاتل له عمر بن سعد - لعنه الله - عن أمر عبيدالله بن زياد - لعنه الله -، فوصلوا إليه في أجناد كثيرة من أعداء عترة رسول الله ÷، وقد كان الحسين # قاطعاً على حدوث ما كان، مستهوناً للموت في إظهار كلمة الحق.
[ذكر خروجه (ع) إلى العراق]
  لأن في الحديث أنه ~ لما أراد الخروج إلى العراق خطب أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبيء ÷. ثم قال: (إن هذه
= يزيد بن معاوية سنة أربع وستين توفي بالطاعون وقيل قتلته امرأته سنة خمس وستين.
(١) العبادلة هم: عبدالله بن عباس، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر.
(٢) مسلم بن عقيل بن أبي طالب: من التابعين من ذوي الرأي والعلم والشجاعة والفضل، بعثه الحسين # إلى الكوفة لما وردت عليه كتبهم ليأخذ له البيعة فبايعه خلق كثير ثم تخلفوا عنه وغدروا به فأمسك به عبيدالله بن زياد وقتله ثم رمى بجثته من على القصر سنة (٦٠ هـ).