شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر حجج الله على خلقه]

صفحة 129 - الجزء 1

  وثانيهما: إجماع⁣(⁣١) أهل النقل على اختلاف مذاهبهم وأهوائهم من العلماء أنهم المرادون بهذه الآية دون غيرهم، ممن ذكرنا، حتى رووا أن النبي ÷ أقام مدة يقف على باب علي # فيقول: «السلام عليكم أهل البيت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب]» فهذا تصريح كما ترى بأنهم المرادون بذلك دون غيرهم فصح ما قلناه.

[بيان إدخال سائر ذرية الحسنين في آية التطهير]

  فإن قيل: ما أنكرتم أن يكون المراد بذلك علي وولداه $ دون أولاد ولديه # إلى تقضي الأعصار؟.

  قلنا: أنكرنا ذلك لوجهين:

  أحدهما: ما قدمنا من الدلالة أن هذا اللفظ حقيقة فيهم في جميع الأعصار لسبقه إلى الأفهام عند الإطلاق، فكلام الحكيم يجب حمله على الحقائق؛ لأن القول بغير ذلك يؤدي إلى اطراحه وذلك لا يجوز.

  وثانيهما: أن هذا القول خارج عن أقوال الأمة، فلا يجوز إحداثه لأنه يكون بدعة، وكل بدعة ضلالة، ألا ترى أن الناس في هذه الآية بين قائلين: قائل يقول: هم المرادون بذلك، ويشرك معهم أزواجه وأقاربه، وقائل يقول: المراد بذلك علي وولداه وأولادهما إلى انقطاع التكليف، فقد أدخلهم الفريقان كما ترى، فمن أخرج أولادهما من ذلك فإنَّا نقول: إنه قول خارج من أقوال الأمَّة، وذلك لا يجوز بالإتفاق.


(١) وسيأتي تخريج ذلك في الجزء الثاني إنشاء الله تعالى عند قول الإمام #:

هل في البرايا كبني النبي ... أهل الكسا والحسب المهذب

والضرب في عرض العجاج الأشهب ... عن دينهم كل رديء المنصب