شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة أحجار الزيت للإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع)]

صفحة 484 - الجزء 1

  فضجَّت بالبكاء وجواريها، وجعل محمداً الشاعر يصيح - أيضاً -، فقال له عبدالله #: (يا عدو الله دعوتك تعزيها فهيجتها على البكاء، فقال: وبما كنت عسى أن أعزي بنت زاد الركب من يعزيني أنا عنه، لا والله لا أُعَزِّي عنه، ولكن آمر بالحزن عليه، وأحض على ذلك)، ولم يكن ذكر هذا من غرضنا ولكن الكلام ذو شجون، وهذا تنبيه لأهل العقول أن المخالفين لنا لا يعلمون من علم آبائنا إلاَّ ما فاض عنا، فكيف ينصبون نفوسهم لمخالفتنا لولا صلابة الوجوه وارتفاع الحشمة من أكثر أهل الزمان؟، والله تعالى المستعان.

[صفته (ع) وتسميته]

  وكان # آدم شديد الأدمة، له شامة بين كتفيه تشبه شامة رسول الله ÷.

  ويسمى: صريح قريش لجمعه بين شرف الأمهات إلى شرف الآباء، هذه أمُّه التي قدمنا ذكرها، وجدته أم أبيه فاطمة بنت الحسين بن علي ابن أبي طالب #، وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله، وجدته فاطمة بنت رسول الله ÷ سيدة نساء أهل الجنَّة، وفاطمة بنت أسد جدته أم أبيه علي ابن أبي طالب @، كانت من خيرات النساء، وقد قدمنا ذكرها، ولم يجتمع لأحد من آل النبي غيره # هذه الأمهات، وهو أول قائم من آل بيت النبي ÷ على بني العباس، وكان قيامه في دولة عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس⁣(⁣١) الملقب بالمنصور، المكنى بأبي جعفر، وكان # جامعاً لخصال الإمامة من العلم، والورع، والسخاء، والشجاعة، والفضل، والزهد، والقوة على تدبير الأمر؛ بل كان فيه # من كل واحدة من هذه الخصال فوق ما يجب إعتباره في الإمامة؛ لأنه لم يعلم من أحد من فرسان العرب أنه نكى نكايته، ولا


(١) تقدمت ترجمته.