شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر صفة المبغض لأهل البيت (ع)]

صفحة 442 - الجزء 1

[ذكر صفة المبغض لأهل البيت (ع)]

  وقوله: (عن دينهم كل ردي المنصبِ): يريد؛ خبيث الأصل، ولاينكر فضل أهل البيت $ ويتعلق ببغضهم إلا من خبث أصله، وقبح فعله، وقولنا لا يقع في موقع السَّب لأنَّا قلناه لآثار نبوية، فخرج عن نتائج العصبيَّة، وعادة الألسن البذيَّة، لأنَّا روينا بالإسناد إلى الإمام المرشد بالله بإسناد له رفعه إلى رسول الله ÷ أنه قال: «لا ينكر حق العرب وحق أهل بيتي إلاَّ من كان لغير رشده⁣(⁣١)»، وفي الخبر زيادة سقطت عن حفظي وغابت عني في هذه الحال نسخة سماعي.

  وقد روينا عن النبي ÷ ما هو أبعد من هذا تناولاً، وأقرب في حال الإحتجاج في فضل أهل البيت $ مأخذاً، وهو ما رويناه بالإسناد عن سلمان أن النبيء ÷ قال له ذات يوم: «يا سلمان لا تبغضني فتكفر»، فقال سلمان: يا رسول الله؛ وكيف أبغضك وبك هدانا الله من الضَّلال!؟، فقال ÷: «تبغض العرب فتبغضني»، فكيف ترى يكون الحال في أهل بيته؟.


(١) أخرج الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية (١/ ١٥٧) بسنده عن أبي رافع، عن علي #، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من لم يعرف حقّ عترتي والأنصار والعرب فهو لإحدى ثلاث: إما منافق، وإما لزنية، وإما امرؤ حملت به أمه في غير طهر».

وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «من لم يعرف حق عترتي والأنصار، فهو لأحد ثلاث: إما منافق، وإما لزانية، وإما لغير طهر - يعني حملته أمه على غير طهر -»، أخرجه السيوطي في إحياء الميت.

ومن هذا النوع من الحديث قوله ÷: «لا يبغض أهل بيتي من الناس إلا ثلاثة: رجل وضع على فراش لغير أبيه، ورجل جاءت به أمه وهي حائض، ورجل منافق»، رواه محمد بن سليمان الكوفي بإسناده عن الباقر، عن آبائه.