[كلام الإمام القاسم بن علي العياني (ع)، وابنه الحسين (ع) في التفضيل]
  ذلك إلاَّ أعمى القلب، ذاهل اللب، أشبه خلق الله بالبهيمة التي تميل إلى شهوتها، وإن كان فيها هلاكها، وتنفر عن مكروهها وإن كان فيه نجاتها، وهذا فصل أوردناه في الإمتحان، وكان الأليق به غير هذا المكان، ولكن عرض في الخاطر، فأوردناه لنوضح أن كل واحد من آبائنا الأئمة $ قد قال بمثل قولنا في الآلام، وأن خلاف من نفى الآلام عن الله - تعالى - خارج عن قول أهل الإسلام.
[ذكر رسالة الإمام القاسم بن علي (ع) إلى الطبريين في التفضيل]
  ثم لنرجع إلى كلامه # في الفضل، وهو أكثر من أن نأتي عليه؛ إلاَّ أنَّا نذكر منه طرفاً كالدليل على ما عداه، قال # في رسالته إلى أهل طبرستان فقال # في عنوانها: (من الإمام القاسم بن علي إلى جماعة الشيعة الطبريين، العارفين لفضل آل محمد خاتم النبيئين)؛ فتأمل - رحمك الله تعالى - كيف يكون كتابنا إلى أهل هذا المذهب الحادث من شيعتنا؛ كيف يكون على هذا الوجه من فلان بن رسول الله ÷ إلى جماعة المسلمين المنكرين لفضل آل محمد خاتم النبيئين، فهذا العنوان قد هتك لمن كان له عقل ستر هذه المقالة فضلاً عن الرسالة.
  ثم قال # بعد ذلك في الرسالة، وإنما نذكر منها زبداً كافية بحمد الله تعالى: (﷽، الحمد لله ربِّ العالمين، وصلواته على محمد خاتم النبيئين، وعلى آله الطاهرين(١)، إلى جماعة من آمن واتقى، وصدق بالحسنى، ونهى النفس عن الهوى، وآثر الآخرة على الدنيا.
  أمَّا بعد: - يا شيعتنا الأخيار، وخلف الأبرار، فإنكم تريدون محَلَّة، دونها مَهلكة مضلة، لا تجاز بغير دليل، ولا تعبر من الزاد بقليل، من سلكها بنفسه ضل، ومن ترك الزاد لها خذل، آل نبيكم أدلاؤكم عليها، وأعمالكم الصالحة زادكم إليها، فلا تفرطوا - رحمكم الله تعالى - في الزاد والدليل قبل سلوكها، فكم سلكها قبلكم من المفرطين
(١) نخ (ن): الطيبين.