[الاستدلال على الله تعالى بما صنع]
  وقال ÷: «الدنيا عرض حاضر، يأكل منها البر والفاجر، والآخرة وعد صادق، يحكم فيها ملك قادر»(١) فالدنيا عنده سبحانه هينة لزوالها وانتقالها كما روي عن النبي ÷ أنه قال: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء»(٢)، فنسأل الله - تعالى - أن يجعل أرزاقنا عوناً لنا على طاعته، وسبباً موجباً للازدياد من رحمته، وثمناً للدرج الرفيعة في دار كرامته، وأن لا يجعلها علينا حجَّة، ولا يصيرها يوم القيامة حسرة، بحقه العظيم، والصلاة والسلام على محمد وآله وسلم.
[الاستدلال على الله تعالى بما صنع]
  هذا نوع من الإستدلال على الله:
  [٥]
  دلَّ على ذَاتِ القديمِ ما صَنَعْ ... وما ابْتَدا من خَلْقهِ وما اَخْتَرَعْ
  مِنْ ظَاهِرِ الجسمِ ومَكْنُونِ البضَعْ ... عَجَائباً يعجزُ عَنْها مَنْ صُنِعْ
  مِنْ غَيرِ تَعليمٍ ولا مثالِ
  معنى (دَلَّ) هذا لا فرق بين الدلالة والهداية وذلك ظاهر عند أهل اللغة.
  و (ذات) الشيء: هو الشيء.
(١) رواه الشريف السيلقي في الأربعين السيلقية (خ) والطبراني في المعجم الكبير (٧/ ٢٨٨) رقم (٧١٥٨)، وأخرجه في مسند الشافعي (٦٧) وسنن البيهقي الكبرى (٣/ ٢١٦) رقم (٥٥٩٨).
(٢) رواه الأمام المرشد بالله في الخميسية بعدة أسانيد عن علي # بلفظ: «تسوى» (٢/ ١٦١) وسهل بن سعد (٢/ ١٦٥)، وأبي هريرة (٢/ ١٦٠) بلفظ (تزن) والموفق بالله في الاعتبار وسلوة العارفين ص (٦٧)، وابن ماجه من حديث طويل (٢/ ١٣٧٧) رقم (٤١١٠)، وابن المبارك في الزهد ص (١٧٨)، والطبراني في المعجم الكبير (٦/ ١٧٨) رقم (٥٩٢١)، والترمذي في السنن (٤/ ٥٦٠) رقم (٢٣٢٠)، وفي مسند الشهاب (٢/ ٣١٦) رقم (١٤٣٩).