شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إشارة إلى أن الصاد عن العترة الطاهرة لا يضر إلا نفسه]

صفحة 462 - الجزء 1

  ولا أفضح فيما نعلمه من دعوى الإنسان ما ليس له، وذلك واضح لأهل العقول إذا نظروا في الدليل.

[إشارة إلى أن الصادّ عن العترة الطاهرة لا يضر إلا نفسه]

  [٤٠]

  إن لم يكونوا في الهدى حُيَارَى ... واستَعْمَلوا العقولَ والأفكارا

  ولم يلوُّوا رؤسهُمْ فِرَارَا ... ويَقْرِنُوا الياقوتَ والأحجارا

  هذا قولٌ عماده النصفة، ومن تدبره علم إختصاصه بهذه الصفة؛ لأن من لم يتحير في الهدى، واستعمل فكره في الإحتراز من أسباب الردى، ولم يلو رأسه حين يدعى إلى هداته، وسفن نجاته، كما روي في عبدالله بن أُبي بن سلول - لعنه الله -، وكان من كبار الأوس وأهل الرئاسة فيهم، وكان رسول الله ÷ إذا فرغ من الخطبة يوم الجمعة قام عبدالله بن أُبي بن سلول فقال: (يا معشر الأوس والخزرج قد خصصتم بما لم يخص به أحد من هجرة رسول الله ÷ إليكم، ونزوله بين أظهركم، فتابعوه وامنعوه وقاتلوا بين يديه من قاتله من الناس، فلما كان من يوم أحد خرج النبي ÷ في لقاء المشركين، فلما صار عدو الله في شق النخيل رد قريباً من ثلث الناس وكانوا ألفاً، فنهاهم عبدالله بن عمرو، وأبو جابر⁣(⁣١) بن عبدالله صاحب حديث الشاة فلم ينتهوا، فقال: يغني الله عنكم، فلما رجع النبيء ÷ وخطب رسول الله ÷


(١) في الأصل أبو خالد وهو غير موافق، ولعله غلط من النساخ وأن الصحيح ما أثبتناه؛ لأن المشهور أن صاحب حديث الشاة هو جابر بن عبدالله الأنصاري، والقصة في أمالي الإمام أبي طالب ص (٣٣)، وأبوه: هو عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري، وذكر الطبري في تاريخه (٣/ ١٢) أنه هو الذي نهى عبدالله بن أُبيّ عن الرجوع. استشهد مع رسول الله ÷ يوم أحد. فليتأمل.