شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر الدافع له ~ إلى إنشاء الأرجوزة]

صفحة 48 - الجزء 1

  وأشهد أن أمهما الزكية الأمينة، والجوهرة المكنونة، فاطمة بنت رسول الله - ÷، وسلام الله عليها وبركاته - سيدة نساء أهل الجنَّة، إلا ما جعل الله - سبحانه - لمريم ابنة عمران &.

  وأشهد أن الإمامة بعدهما، فيمن طاب وزكا من ذريتهما، وسار بسيرتهما، وهدى بهديهما، وسلك منهاجهما، وحذا بحذوهما.

  وأشهد أن الله - تبارك وتعالى - اصطفاهم لذلك من بين البرية، واختصهم بالكون من تلك المغارس الزكية، فعليهم سلام الله ورضوانه من عترة طاهرة مرضية، ورحم أتباعهم وأشياعهم من جميع البرية، هذا موقع شهادتي، وغاية إرادتي، فمن شهد بما شهدت به كان شريكاً في أجر ذلك وفخره، ومن كاع⁣(⁣١) عن هذه الشهادة كنت عنه نائباً، ولما أعد الله - سبحانه - لمن شهد بها وارثاً وطالباً، وكان مخصوصاً بعار ترك ذلك ووزره.

[ذكر الدافع له ~ إلى إنشاء الأرجوزة]

  وبعد ذلك: فقد سألني بعض من يعزّ عندي مسألتة، وتلزم إجابته، أن أعمل أرجوزة وجيزة أضمنها أصولاً في الدين، ورداً على من أنكر فضل عترة محمد خاتم النبيئين - صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين -، من الرفضة المعاندين، وإخوانهم الناصبين، فأجبته إلى ذلك رجاء لما يحصل له فيه من المنفعة، ويدخر لي من الأجر والمثوبة، وجعلتها تذكرة للمنتهي، ووسيلة للمبتديء، ومِنَ الله - سبحانه - أستمد المعونة، وأسأل التوفيق والهداية، وشرحت تلك الأرجوزة شرحاً وجيزاً إلا فيما لا بد من ذكره، من دليل يحتاج إلى تفصيل، وشرح طويل، فإن ذلك موضع الإقصاء⁣(⁣٢)، إلا أني


(١) كَعَّ يَكِعُّ ويَكُعُّ بالضم قليل، كُعُوعاً جبن وضعف فهو كَعٌّ وكاعٌّ وكُعْكُع بالضم، تمت قاموس.

(٢) في (ن): الإتساع.