[بيان حال العارف بفضل أهل البيت (ع)]
  هذه أمية على مجاهدة جاهليتها لرسول الله ÷ بالحرب والمنابذة وقود العساكر إليه(١) حتى أظهر الله دينه وهم كارهون، فتستروا بالدين وصدورهم قد باض فيها النفاق وفَرَّخَ ودَرَجَ وعَشَّشَ، ثم كان منهم ما كان من قتل عترته ÷ وحمل بناته، كالسبي المجلوب إلى الشام قد أنكر ذلك بعضهم واعترف بفضلهم حتى قال:
  سمية أضحى نسلها عدد الحصى ... وبنت رسول الله ليس لها نسل
  واستقصاء أخبارهم يشط بنا عن الغرض.
[بيان حال العارف بفضل أهل البيت (ع)]
  وكان من يتحقق منهم يبطن ويشارك أهل العلم في الطلب لا ينكر فضلهم إمَّا خوفاً من الله، وإمَّا إحتساباً على نفسه من إنكار شيءٍ يعلم ضلاله في إنكاره.
  فمن ذلك: ما روينا بالإسناد(٢) الموثوق به عن عبدالله بن الحسن(٣) # أنه قال: (دخلت على عمر بن عبدالعزيز(٤) فخلى بي فقال: يا أبا محمد إن رأيت أن ترفع
(١) في (ن): عليه.
(٢) ذكره الإمام أبو طالب في الأمالي (ص ١٢٥)، وروى نحوها أبو الفرج الأصفهاني في المقاتل (١٦٩).
(٣) ستأتي ترجمته قريباً إن شاء الله تعالى.
(٤) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص أبو حفص الخليفة العادل من بين تلك الشجرة الخبيثة كان رجلاً صالحاً وخليفة عادلاً عاصره فضلاء أهل البيت $ كعلي بن الحسين زين العابدين، وعبدالله بن الحسن الكامل وغيرهم من الفضلاء، وأثنوا عليه خيراً، ولم يكن في بني أمية كلها من يقول بالعدل والتوحيد غيره وغير يزيد بن الوليد الملقب الناقص، وكان له مآثر حسنة، وأعمال طيبة.
فمنها: أنه قطع السب لأمير المؤمنين # في جميع الآفاق ووضع بدلاً منها: إن الله يأمر بالعدل والإحسان ... إلخ، ورد فدك على أولاد فاطمة &، وأيضاً أدنى أهل الدين والصلاح، =