[خبر السفينة العلوي]
  فضل أهل البيت $ بقرابة النبي ÷، وأكثر أعداء ابن عباس ¥ وأهل بيته - قدس الله أرواحهم - ممن يزعم أنه صديقهم وخاصتهم - وهو مع ذلك منكر فضلهم جاحد حقهم، وهذا باب يطول فيه الشرح فلنرجع إلى ذكر أهل البيت $ وما اختصهم الله - سبحانه - في العلم دون غيرهم من الناس.
[خبر السفينة العلوي]
  فلو لم يكن في ذلك إلاَّ ما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى أبينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أنه قال: «أيها الناس إعلموا أن العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم، في عترة نبيئكم، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة، هؤلاء مثلها فيكم، وهم كالكهف لأصحاب الكهف، وهم باب السِّلم فادخلوا في السِّلم كافة، وهم باب حطَّة من دخله غُفر له، خذوا عني عن خاتم المرسلين حُجَّة من ذي حُجَّة قالها في حَجَّة الوداع: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض». ولم يستثن # كبيراً من صغير من أهل هذا البيت $؛ بل من بلغ درجة أهل العلم عدّ منهم، وكيف لا يطلق لهم ذلك وهم أهل العلم المطهرون من الأدناس، المفضلون على سائر الناس بقوله سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب].
  قوله: (نصَّ بذاك جدهم خير البشر): لما روي عن النبيء ÷ أنه قال: «تعلّموا منهم ولا تعلموهم، فإنهم أعلم منكم صغاراً، وأحكم منكم كباراً».
  قوله: (وغيرهم ليس بمغنيه الكبر): يقول: التعويل على حصول العلم وهداية الله - سبحانه - لمن يشاء من عباده دون تقدم الميلاد، ولولا ذلك لما فضل علي # على أبي بكر وعمر، ولقد قال المنافقون في ذلك الوقت (لا نقدم على شيخ الإسلام