[الإشارة إلى فضل أهل البيت (ع)]
  و (المدر): أراد به الفخار، وهي آلة مسترذلة دنيَّة، والله - تعالى - يفعل ما يشاء ويختار وليس إلى العباد من الأمر شيءٌ، فلا وجه إلا الرضاء الواجب والتسليم.
[الإشارة إلى فضل أهل البيت (ع)]
  [٢٧]
  هَلْ في البرايا كَبَنِي بنت النبيِّ ... أهلِ الكِسَا والحَسَبِ المهذَّبِ
  والضَّربِ في عَرْضِ العَجَاجِ الأشهَبِ ... عَنْ دِينِهمْ كلَّ رَدِيِّ المنْصِبِ؟
  هذا سؤال يلزم عليه ما لا يجهل عاقل فساده، ويوجب الرجوع إلى الحق لمن أراده؛ لأن المخالف لا بدَّ له على هذا السؤال من لا أو نعم، فإن قال: نعم؛ في الناس مثلهم، أكذبه قول النبي ÷ فيهم ولم تختلف الأمة في صحته حتى صرحّت به الأشعار، وشحنت به الرسائل، وفاض فيض الصباح، وهو تجليله ÷ لهم بالكساء، وقد روي من طرق شتى بألفاظ لاتختلف في المعنى.
[بحث في خبر الكساء]
  وقد روينا بالإسناد الموثوق به إلى أبي سعيد الخدري - رحمة الله عليه - عن أم سلمة رحمة الله عليها قال: حدثتني أم سلمة أن النبيء ÷ قال لفاطمة & «ائتيني بزوجك وابنيك، قال: فجاءت بهم فألقى عليهم كساءً فدكياً ثم قال: اللَّهُمَّ إن هؤلاء آل محمد فاجعل شرائف صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل فدفعني وقال: إنك على خير»، فهذه صيغة هذا الخبر، و قد روي من طرق مختلفة(١) بصيغ متقاربة تؤول إلى معنى واحد.
(١) قال الإمام الحافظ الحجة مجد الدين المؤيدي أبقاه الله وحفظه في التحف شرح الزلف ص ٢٤٢/ط ٣: =