[ذكر طرف من أمر الإمام يحيى بن عبدالله (ع)]
  فانظر إلى معرفة أشياعهم بحقوقهم الإلهية كيف حملتهم على الإستهانة بالموت وإستصغار خطره، فلو كان ذلك لعملٍ لكان في العاملين كثرة؛ لكنها حقوق سماويَّة إلاهية، لشخوص معينة مرضيَّة، هادية، مهدية، وكيف لا يكونون أهل ذلك وهم دعوة محمد ÷ وذريته ونسل إسماعيل وزرع إبراهيم #، فتأمل - رحمك الله - بعين بصيرتك في أي الصفوف يكون منكر فضلهم، أفي صف أوليائهم، أم في صف أعدائهم؟،لأن أعداءهم ما حاربوهم إلاَّ بجهلهم بحقهم، وإنكار فضلهم، وإن وقع لغرض آخر في بعض الحالات فالجهل بفضلهم أصل لذلك كله.
  [٢٢]
  ثم بِيَحْيَى في بلادِ البَهْلَوَانْ ... إذْ أنْزلُوهُ مِنْ شَمَاريخِ القِنانْ
  وَفِعْلِ نَصْرٍ نَجْلِ سَيَّارِ الهُدَانْ ... بسِبط زيدِ الخيرِ يومَ الجوزجانْ
  قوله: (يحيى): يقول: يكون - أيضاً - منكر فضل أهل البيت $ مشاركاً للظالمين فيما فعلوه بيحيى؛ لأن علة إساءتهم إليه وتخلف من تخلف عنه إنكار فضله، وجحدان حقه، وحق أهل البيت $.
[ذكر طرف من أمر الإمام يحيى بن عبدالله (ع)]
  ويحيى المذكور ها هنا، هو يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب، وأمه قريبه بنت عبدالله ويعرف بذبيح ابن أبي عبيد بن عبدالله بن زَمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزى بن قصي، وكان # متقدماً في أيامه
= فكره وطمع بالنصر من قبائل همدان فلم ينصروه، فراح إلى صعدة وولده # في صنعاء، ثم نقل إلى بيت بوس ببيت اليافعي على يدي ابني يعفر، ثم نقل إلى شبام، ثم أطلق منها، وليس الغرض الإقتصاص وإنما أردنا زيادة بيان، وقاد بعض الحديث بعضاً، والسيرة عندنا مضبوطة ولعلها النسخة الثانية من الأولى، أو الثالثة بالرواية الصحيحة، وإقرار آبائنا ¤ بها؛ فنعوذ بالله من الشك بعد اليقين، ونسأله سلوك سبيل المتقين.