[حال الطاعن في أعراض الأئمة (ع)]
[حال الطاعن في أعراض الأئمة (ع)]
  [٧٢]
  مَنَحْتُ فيه كلَّ باغٍ عِرضي ... قَرضاً وما أثقلهُ من قَرضِي
  أعددتهُ ذُخْرَاً ليوم عَرضي ... يوماً به المرءُ ثقيلُ النَّهْضِ
  (المنح) معروف، وهو الإعطاء إبتداءً بمستغل يملكه الإنسان، هذا حقيقة المنح في أصل اللغة، وكان أصل ذلك في المواشي ثم استعير بعد ذلك للأرضين، فهو على هذا الوجه مجاز ها هنا في العِرْض.
  و (الباغي) هو الآخذ ما ليس له وطالبُه، وأصل البغي الطَّلب، وحقيقته في عرف الشرع ما ذكرنا، والباغي ها هنا هو منكر الفضل لأنه طلب ما ليس له، وهو أن الله - تعالى - ساوى بينه وبين صفوته من عباده ولم يرفعهم عليه درجات، وكان بذلك من أبغى البغاة، وأحكام البغاة قد ذكرها آباؤنا $ بما فيه كفاية وغنى عن تحريرها ها هنا.
  قوله: (قرضاً): يريد؛ أقرضتهم قرضاً يكون قضاؤه يوم الحاجة، وهو يوم القيامة، وفي ذلك ما روينا عن أبينا رسول الله ÷ أنه قال: «إن الناس اليوم شجرة مثمرة ويوشك أن تكون شجرة شايكة لا ثمر فيها، فإذا كان ذلك فاقرض من عِرْضك ليوم فقرك(١)».
  قوله: (وما أثقله من قرض): تعظيماً لحال الإعتراض على الهادين، من عترة خاتم المرسلين - سلام الله عليهم أجمعين - وإرسال كلام الفرية إليهم، وإن كانوا حملة الأثقال،
(١) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية من طريقين عن أبي أمامة الباهلي (٢/ ٥٣) بلفظ: «إن الناس اليوم شجرة ذات جنى ويوشك أن يعود الناس كشجرة ذات شوك، إن ناقدتهم ناقدوك، ولو تركتهم لم يتركوك، وإن هربت منهم طلبوك» قال، قلنا: فكيف المخرج يا رسول الله؟ قال: «تقرضهم من عرضك ليوم فقرك».