[ذكر أن فعل الفاعل لا يعلل]
[ذكر أن فعل الفاعل لا يعلل]
  قوله: (والتعليلِ): مثل أن يقول: ما العلَّة في جعل الله - تعالى - لهم أفضل من غيرهم؟ وقد ثبت بين أهل العدل والحقائق من علم الكلام أن فعل الفاعل لا يعلل، وبذلك سقط كثير من شبه الفلاسفة والملحدة، فنسلك في إنكار حقهم مسلك التعليل الذي لا يجوز سلوكه في أفعاله تعالى، أو نسلك مسلك القياس الفاسد لغير علة رابطة ولا رجوع إلى أصل معين.
  فنقول: هم ناس ونحن ناس، أو هم متعبدون ونحن متعبدون، وقد تقدم الكلام على مثل هذا التهوس(١) الذي لا يغبى عواره.
  فالجواب في ذلك جملة أن يقال: لأن الله - تعالى - جعلهم للمسلمين سادة، وجعل محبتهم عنوان السعادة، فمن أحبهم حُشر إلى الرحمن وفداً، ومن أبغضهم سيق إلى جهنمَ وِرْداً، ولا إعتراض عليه في ذلك لأنه حكيم، و الإعتراض على الحكيم قبيح شاهداً وغائباً، وقد قال تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}[الأنبياء]، فورد ذلك لما سبق مؤكداً.
[بيان أن المماثلة في الجسمية لاتقتضي المماثلة في التفضيل]
  [٢٦]
  يا قومِ لَيسَ الدُّرُ قَدْرَاً كَالبَعَرْ ... ولا النِّظَارُ الأبْرَزِيُّ كالحَجَرْ
  كلا ولا الجوهَرُ مِثْلاً للمَدَرْ ... فحاذِرُوا في قولكمْ مَسَّ سَقَرْ
  علَّة هذا وذكره: أنَّا سمعنا من منكري فضل أهل البيت $ من يعلل نفي فضل الواحد من أهل البيت $ بأن يقول: لي يدان وللشريف يدان، ولي رجلان وله رجلان، فأيَّ فضل له عليَّ، وهذا وإن كان كلاماً سخيفاً لا يلتفت
(١) الهَوَس بالتحريك: طرف من الجنون. تمت قاموس.