شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان أن بغض أهل البيت (ع) سبب هلاك أكثر الناس]

صفحة 515 - الجزء 1

  و (الغوي): مجاوزة الحد، وأصله في الفصيل يجاوز الحد في الرضاع فيهلك، أو يشفي على الهلاك، فاستعير لمن يجاوز أمر الله؛ لأنه يؤدي إلى الهلاك.

  و (حرف الروي): هو ما تنبني عليه القصيدة، وهو مطلق ومؤسس، وله تفاصيل لا وجه لذكرها ها هنا.

[بيان أن بغض أهل البيت (ع) سبب هلاك أكثر الناس]

  [٦٠]

  لم يُهلِكِ الناس سوى بغضانا ... لو ساعدونا وَرِثُوا الجِنَانَا

  ونالوا الغِبْطَةَ والأمانَا ... وفَارَقُوا الذِّلَّة والهوانا

  يقول إن هذه الأمة لو اتبعت هداتها من أهل بيت نبيئها - عليه وآله السلام - لسلكوا لهم المنهاج الواضح، وقصدوا بهم العلم اللائح، ولَما عال فيهم مسلم، ولا ضهد معاهد، ولجرت الأمور على سننها، وما عاقها عائق من غاياتها، ولَما ضلّ ضال في دين الله، ولا عشا عاشٍ عن ذكره، ولا انقلب أحد من المسلمين بسهم غبين، وقلب حزين، ولكان اليتيم هويداً، والمؤمن سعيداً، والكافر طريداً سليباً، والباطل قصياً⁣(⁣١) غريباً، ولكنهم بغضوا هداتهم، ورفضوا ولاتهم من عترة نبيهم، وفلك نجاتهم À وألحدوا في فضلهم، واستغنوا عن علمهم بجهلهم، فشردوا في الآفاق، واشتد عليهم عقد الخناق، والعترة ممحصة بالحوادث، وأعداؤهم ممحوقون بالكوارث، قد رضوا بالدنيَّة، ورغبوا عن قسمة السويَّة، فما أصابهم من ذلك فهم جناته على نفوسهم. قال العليم القدير: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}⁣[الشورى].

  و (الغبطة): ما يغبط عليه الإنسان.


(١) في (ن): قضاءً.