شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(يتلوه الكلام في أن الإمامة في أولادهما وأنها مقصورة عليهم)

صفحة 302 - الجزء 1

  باتباع عبد من عباده وهو الخضر # عِلْمُ موسى في جنب علمه كالمجَّة في جنب البحر اللُّجي، فما قَصُرَ ذلك بموسى عن درجة النبوءة، وبلوغ ختم الغاية، والنبوءة أعلى درجة من الإمامة، وإنما وقع هذا إلى جهال الشيعة من دسيس الملحدة - لعنهم الله - ومكائدهم لدين الله يريدون إطفاء نور الله وتغيير حكمه والله متم نوره ولو كره الكافرون.

  ولعمري لقد نفذ سحرهم في أولياء الشيطان، ونجى الذين سبقت لهم من الله الحسنى، ولولا خشية التطويل لبسطنا القول في هذا الباب، ولكنا خشينا أن يخرجنا ذلك من غرضنا بهذا المختصر.

  واعلم أن الكلام في باقي الشرائط على نحو الكلام في العلم فلا وجه لإعادة التعليل بذلك في كل واحدة منها.

[الكلام في القدر الذي يحتاج إليه من الورع وبقية الشروط]

  قلنا: ويُعتبر في ورعه أن يكون قائماً بالواجبات تاركاً للمحرمات؛ وإن شاركه في ذلك كثير، وجاز أن يوجد من يترك المباحات ويعزف نفسه عن الدنيا جملة، ويتخلى إلى الباري بالكلية فذلك لا يقدح في شيءٍ من أمره، ولا يجهل ذلك إلا من أعمى الجهل عين بصيرته، ولبس عليه الشيطان أمره، وأعطى التقليد مقوده؛ لأن المعلوم أن الحسن بن علي ~ ثابت الإمامة، ومن أنكر ذلك فهو من الفاسقين المستحقين للعنة ربِّ العالمين.

  وكان غير ممتنع من تناول ما أحل الله له من منكح، ومأكل، ومشرب، وملبس، وهو مع ذلك أفضل الخلق بعد أبيه ممن أعلمنا الله - تعالى - بتفصيل أمره، فكما لم يقدح ذلك في إمامته # لا يقدح مثله في إمامة غيره من أولاده وأولاد أخيه #.