[ذكر مسائل أصول الدين وما يتبعها]
[الجواب في تخصيص أولاد الحسن والحسين (ع) بالإمامة]
  قلنا: عن هذا السؤال جوابان، جدلي، وعلمي:
  أما الجدلي(١): فهو أن أحداً من أولاد علي # سوى ولد الحسن و الحسين $ لم يدعها لنفسه من لدن علي # إلى يومنا هذا، مع سلامة الأحوال وتراخي الأعصار، وقد كان فيهم ¤ من بلغ الغاية القصوى في الفضل والعلم وجميع الخصال، فلولا علمهم بأنَّ الإمامَّة في غيرهم لادعوها كما ادعاها غيرهم بجهله، فأبطل آباؤنا عليكم ومن تابعهم بالأدلة دعواه، ودعوى من يدعي لهم لا تقبل لو كان في عرض يساوي ربع درهم، فكيف ألا تقبل في الإستحقاق ووراثة النبوءة، لأن الدعوى للغير في الشرع لا تسمع إذا كانت عن غير ولاية ولا وكالة له، فكيف بطالب تصحيحها؟!.
  فإن قيل: فإن ادعاها مُدعٍ منهم الآن؟.
  قلنا: تبطل دعوا هـ بإجماع السلف السابق من الفريقين $ على أن الإمامة مقصورة على ولد الحسن والحسين $ بعد بطلان قول أصحاب النص، وسنذكر بطلانه فيما بعد إنشاء الله - تعالى - والإجماع آكد الدلالة.
  فإن قال: وما الطريق إلى الإجماع على ذلك؟.
  قلنا: تراخي الأعصار مع سلامة الحال، وكون ذلك مما على الجميع فيه التكليف، ولم يظهر دعوى الجواز فضلاً عن الوقوع وبهذه الطريقة يعلم الإجماع في سائر الأمور؛ بل
(١) وسادسها: سأل عن الجدلي ما هو، وما معناه؟
الجواب: أن الجدلي هو ما تقطع به خصمك بما سلمه وإن كان لا يوصلك إلى العلم، كما أن المطرفي يخص فعل العبد في حركة وسكون، ونحن نقول فعل العبد سواهما؛ فإن قال: لا، قلنا: أخبرنا الألم بحركة أو سكون، أو كل الفعل أو بعضه؛ فإن كان سكوناً بطل بضده، وكذلك إن كان حركة.
ونقول: هل العلم حركة أو سكون؟ وهل الجمع، وهل التأليف، وهل الظن، وهل الإرادة، وكل شيء من هذا، نقطعه ولكنه لا يوصل إلى العلم، وإنما يوصل إليه الدليل العلمي.