شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في نفي الرؤية له سبحانه)

صفحة 149 - الجزء 1

  وأما الذي يدل على أن من كان حياً غير محتاج فهو غني: فلأن الغني لا يُعْقَل إلا على هذه الصفة، فمن عُلِمَ عليها عُلِمَ غناه، فثبت بذلك أن معنى الغني: الحي الذي ليس بمحتاج، وهذا الغنى ثابت لله - سبحانه وتعالى - فثبت أنه غني.

(الكلام في نفي الرؤية له سبحانه)

  [١٨]

  وعنه نَنْفِي رُؤيةَ الأبْصَارِ ... في هذه الدَّارِ وتِلْكَ الدَّارِ

  إذ هو لا يُعْلَمُ بالمِقْدَارِ ... ولا بِإقْبَالٍ ولا إدْبَارِ

  في أيِّما حَالٍ من الأحْوَالِ

  هذه مسألة نفي الرؤية؛ والخلاف فيها مع المجبرة⁣(⁣١)، من المجسمة الحنبلية والكرامية، وسائر المجبرة على طبقاتهم، غير أن الخلاف لا يتحقق بيننا وبين المجسمة في هذه المسألة؛


(١) المجبرة: لأنهم يقولون إن العبد مجبر على ما هو فيه من طاعة أو معصية أو إيمان أو كفر، وتسمّى مجورة لإضافتها الجور والظلم إلى الله، وقدرية لقولهم: إن كل حادث هو بقضاء وقدر من الله الحسن والقبيح والخير والشر والطاعة والمعصية.

وهم فرق كثيرة ذكرها الإمام المنصور بالله # وأفاد بأنها:

الضرارية: أصحاب ضرار بن عمرو الغطفاني. =