شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في أن محمدا ÷ نبي مرسل)

صفحة 195 - الجزء 1

[بيان معنى: النبي]

  إعلم أن لفظ النبوءة قد يُهمز وقد لا يُهمز، فإن همز كان من الإنباء وهو الإعلام والإخبار، قال الله - تعالى -: {مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا}⁣[التحريم: ٣]، أي من أخبرك به، والله أعلم.

  وقد يأتي فعيل بمعنى مُفْعِل كما قال الشاعر:

  أمن ريحانة الداعي السميع ... يورقني وأصحابي هجوع

  فقال في هذا (سميع) وهو يريد مُسْمِع، فعلى هذا يكون نبيء بمعنى منبيء.

  وقد يأتي فعيل بمعنى مُفْعَل كما قال آخر:

  وقصيدةٍ تأتي الملوك حكيمة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها

  فقال حكيمة:

  وهو يريد محكمَه، فكان حكيم قد يكون بمعنى محكَم، فعلى هذا هو نبيء بمعنى منبَأ، وهو ÷ جامع للوجهين، من حيث أنه أُنبئ، وأَنبأ، وأَنبَأهُ ربُّه، وأَنبَأ هو - عليه وآله السلام - عترته وأمته.

  فإن لم يهمز كان من النباوة؛ وهي الرفعة، قال الشاعر:

  فأصبح رتماً دقاق الحصى ... مكان النبي من الكاثب⁣(⁣١)


(١) والكاثبة من الفرس المنسج والجمع أكثاب، والكاثب موضع أو جبل. تمت ق.

قال في شرح رسالة الحور العين: قال أوس بن حجر يرثي فضالة بن كلدة الأسدي:

على السيد الصعب لو أنه ... يقوم على ذروة الصاقب

لأصبح رتماً دقاق الحصى ... مكان النبي من الكاثب

=