(الكلام في أن محمدا ÷ نبي مرسل)
[بيان معنى: النبي]
  إعلم أن لفظ النبوءة قد يُهمز وقد لا يُهمز، فإن همز كان من الإنباء وهو الإعلام والإخبار، قال الله - تعالى -: {مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا}[التحريم: ٣]، أي من أخبرك به، والله أعلم.
  وقد يأتي فعيل بمعنى مُفْعِل كما قال الشاعر:
  أمن ريحانة الداعي السميع ... يورقني وأصحابي هجوع
  فقال في هذا (سميع) وهو يريد مُسْمِع، فعلى هذا يكون نبيء بمعنى منبيء.
  وقد يأتي فعيل بمعنى مُفْعَل كما قال آخر:
  وقصيدةٍ تأتي الملوك حكيمة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها
  فقال حكيمة:
  وهو يريد محكمَه، فكان حكيم قد يكون بمعنى محكَم، فعلى هذا هو نبيء بمعنى منبَأ، وهو ÷ جامع للوجهين، من حيث أنه أُنبئ، وأَنبأ، وأَنبَأهُ ربُّه، وأَنبَأ هو - عليه وآله السلام - عترته وأمته.
  فإن لم يهمز كان من النباوة؛ وهي الرفعة، قال الشاعر:
  فأصبح رتماً دقاق الحصى ... مكان النبي من الكاثب(١)
(١) والكاثبة من الفرس المنسج والجمع أكثاب، والكاثب موضع أو جبل. تمت ق.
قال في شرح رسالة الحور العين: قال أوس بن حجر يرثي فضالة بن كلدة الأسدي:
على السيد الصعب لو أنه ... يقوم على ذروة الصاقب
لأصبح رتماً دقاق الحصى ... مكان النبي من الكاثب
=