(يتلوه الكلام في أن الإمامة في أولادهما وأنها مقصورة عليهم)
  قلنا: لأن عليًّا # إن أمره به فلا يخلو إمَّا أن يكون بِرّاً أو فُجُورَاً، ولا يجوز أن يأمر # بالفجور لما بينا في الدلالة على إمامته من ثبوت عصمته.
  وإن كان بِرَّاً لم يجز أن يأمر به أحداً من عترته إلا بعد فعله، لقوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ}[البقرة: ٤٤]، وأمثال هذا كثير لو استقصيناه؛ ولكنا نميل إلى الإختصار، فإن رغب في الإزدياد من ذلك راغب وجد عندنا منه بحمد الله شفاءَه وحاجته.
  وأمَّا قولهم: إن أحداً من أولاد النبي ÷ بعد الحسن بن علي العسكري(١) # لم يصلح للإمامة إلى يومنا، فذلك باطل؛ لأنَّا قد علمنا قيامهم، وجهاد العلماء وأهل البصائر بين أيديهم، والقيام فرع على الصلاح، فبطل قولهم.
[الكلام على قول الإمامية بأن الإمام يعلم الغيب ويظهر على يديه المعجز]
  فإن قالوا: إنَّا نريد بأن أحداً ممن قام بعده # لم يعلم الغيب، ولم يظهر على يديه المعجز.
(١) هو الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين À أجمعين.
من عظماء أهل البيت علماً وفضلاً وزهداً وورعاً وعبادةً، وهو الإمام الحادي عشر عند الإمامية حبسه المعتمد بن المتوكل الخليفة العباسي بسر من رأى، ثم أخرجه، وله معه مواقف تدل على فضل الحسن العسكري، وتوفي بسر من رأى، مرض في أول شهر ربيع الأول سنة (٢٦٠ هـ)، وتوفي لثمان خلون منه في نفس السنة، وعمره (٢٩) سنة، أو (٢٨) سنة.