(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)
  وأوجب ولاءه على الكافة، فقد رأيت قوة هذا الخبر على أن لأهل(١) مقالتنا - رحم الله ماضيهم وتولى توفيق باقيهم - في هذا الخبر وجوهاً ومسالك إستغنينا عن ذكرها لكونها موجودة في كتبهم وميلاً إلى التخفيف في هذا المختصر، فقد رأيت قوة هذا الخبر وصحة الإستدلال وتهافت الأسئلة الواردة عليه بما لا سبيل إلى دفعه إلا بالمكابرة الخارجة عن مسلك العلم، وببطلان إمامة أبي بكر تبطل إمامة من بعده بالإتفاق.
[تفصيل خبر الموالاة والغدير]
  [٣٤]
  قالَ فمنْ كُنتُ لهُ وليَّا ... فليتولَ مُعلناً عليَّا
  إنْ كان يَرْضَانِيْ(٢) له نَبِيَّا ... شافِعاً وصَاحِباً حَفِيَّا
  فَصَارَ أهلُ الزَيغِ في بَلْبَالِ
  ذكر تفصيل ألفاظ النص على أمير المؤمنين #، وهو قول النبي ÷: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟، قالوا: بلى؛ قال: من كنت مولاه فعلي مولاه».
  وقوله: (إن كان يرضاني له نبيئاً): فهو رواية لحديث النبي ÷ من طريق المعنى وذلك جائز؛ لأن شرائط جواز رواية الحديث بالمعنى قد اجتمعت لنا في هذا الخبر؛ والحمد لله، وموضع تفصيل ذلك أصول الفقه.
  وقوله: (شافعاً وصاحباً حفيَّا): لما روينا عن رسول الله ÷: «ذخرت شفاعتي لثلاثة من أمتي؛ رجل أحب أهل بيتي بقلبه ولسانه، ورجل قضى
(١) في نخ (ن): على أن لأهل من أهل مقالتنا ... إلخ.
(٢) يرضاني: يرضى بي (نخ).