[ذكر طرف من أمر الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)]
  تضمن هذا البيت صفة حال أصحاب محمد # وحسن ثباتهم - رحمة الله عليهم - وكانت حالهم - رحمة الله عليهم - مشهورة بذلك فإنهم قتلوا مقبلين غير مدبرين، وفي الطاعة لله ø غير مقصرين.
  [٥٠]
  ومَنْ كأصحابِ الإمامِ المُحْرمِ ... ذي الفضلِ والعفَّةِ والتكرمِ
  إذْ هو كالبدرِ وهُمْ كالأنجمِ ... قد عَمَرُوا بعارضٍ مُحْرْجمِ
[ذكر طرف من أمر الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)]
  المذكور ها هنا هو أبو عبدالله الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وأمه زينب بنت عبدالله بن الحسن أخت محمد بن عبدالله النفس الزكيَّة لأبيه وأمه؛ لأن أمهما معاً هند بنت أبي عبيدة، وكان أبوه وأمه يعرفان بالزوج الصالح لإتفاقهماعلى الصلاح والإنقطاع في طاعة الله - تعالى -.
[ظهور أمره وبيعته (ع) وخروجه]
  ظهر # ليلة السَّبت لأحد عشرة بقيت من ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة، وبايعه جماعة أهل بيته وكثير من الشيعة من أهل المدينة، وممن ورد للحج من سائر البلدان، وممن بايعه من فضلاء أهله يحيى وسليمان(١) وإدريس(٢) بنو عبدالله بن الحسن،
(١) سليمان بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ كان من وجوه العترة وفضلائهم جليلاً نبيلاً فاضلاً كاملاً بايع الحسين بن علي الفخي # وجاهد معه حتى استشهد معه في الوقعة سنة تسع وستين ومائة وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.
(٢) الإمام إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، أحد أئمة أهل البيت $ وهو مؤسس الدولة الزيدية في المغرب، خرج مع الحسين بن علي الفخي على موسى الملقب بالهادي، ونجى من القتل، ثم توجه بعد معركة فخ وقتل الحسين بن علي =