شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في نفي الرؤية له سبحانه)

صفحة 150 - الجزء 1

  لأنهم يسلمون لنا أن الله - تعالى - إذا استحال كونه جسماً استحالت رؤيته، ونحن نسلم لهم أنه إذا ثبت كونه - تعالى عن ذلك - جسماً صحت رؤيته، وقد ثبت بما تقدم من الأدلة أنه تعالى ليس بجسم فانقطع خلاف المجسمة، وبقي الخلاف بيننا وبين سائر طبقات المجبرة.

  فمذهبنا أن رؤيته تعالى لا تصح في الدنيا ولا في الآخرة، وهذا معنى قوله: (في هذه الدار وتلك الدار)، فهو يريد بهذه الدار الدنيا لكوننا فيها، وبتلك الدار الآخرة لمصيرنا إليها.

  قوله: (إذ هو لا يعلم بالمقدار): يقول: لا يقاس بغيره من الأجسام.

  وقوله: (ولا بإقبالٍ ولا إدبار): الإقبال: نقيض الإدبار، نفى عنه المجيء والذهاب كما يقول بعض المجبرة.

  (في أيما حال من الأحوال): يريد؛ في كل حال من الأحوال، و (ما) ها هنا زائدة، و (أي): من ألفاظ العموم، وكل من أسماء تأكيد العموم، فلذلك أبدلها منها.

  ووجه الإستدلال بما تقدم من تفصيل هذه الجملة المتقدمة⁣(⁣١): أن الله تعالى لو جازت عليه الرؤية لكانت لا تخلو: إما أن تكون معقولة أو غير معقولة:


= الجهمية: أصحاب جهم بن صفوان.

والنجارية: أصحاب حسين النجار.

والكلابية: أصحاب ابن كلاب عبدالله بن سعيد.

والأشعرية: أصحاب أبي الحسن بن أبي بشر الأشعري.

والبكرية: ينسبون إلى أبي بكر، ومنهم عبدالله بن سعيد البكري.

والكرامية: ينسبون إلى أبي عبدالله محمد بن كرام.

وللكرامية والنجارية فرق كثيرة متشعبة ومختلفة فيما بينها، تكفر بعضها بعضاً.

انظر: الملل والنحل للشهرستاني، الفرق بين الفرق للبغدادي، الملل والنحل للإمام أحمد بن يحيى المرتضى.

(١) نخ (ن): المقدمة.