شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

علمه (ع)

صفحة 20 - الجزء 1

  فإذا ما الناس ضاقوا منهم ... في بسيط الأرض طراً والحدب

  ظهر القائم من أرض سبأ ... يمني السكن شامي النسب

  اسمه باسم أبي الطهر النبي ... ذاك عبدالله كشّاف الكرب

  يملأ الأقطار عدلاً مثلما ... مُلئت جوراً وهذا قد غلب

  تظهر الخيرات في أيامه ... ويُرى الباطل فيه قد هرب

  وترى الأشيب في أيامه ... يتمنى كل يوم أن يَشِبّ

  قال في الحدائق: (ومن تأمل هذه الصفات تحقق ما قلناه لأن هذه الصفات المذكورة هي الموجودة في الغز بالمشاهدة، ولم يقم الإمام إلا بعد أن أصاب الناس البلاء الشديد في سهول الأرض وحزونها من هؤلاء الأعاجم، وقوله: (ظهر القائم من أرض سبأ) لأن الإمام المنصور بالله # كان خروجه من ناحية الجوف وهو يمني السكن شامي النسب لأن جده أبا هاشم الحسن بن عبدالرحمن # وصل من الحجاز إلى اليمن، ثم صرّح بعد ذلك باسمه، وهو عبدالله. ولم يعلم أن أحداً من أئمتنا $ إلى الآن على هذه الصفات، ثم ذكر ظهور الخيرات في أيامه # وذلك ظاهر) ... إلى آخر كلامه، انتهى.

  فهذه مما رواها معاصروه، وهم أهل الثقة والأمانة والعدالة، والصدق في الرواية.

  مع ما كان # يتحلى به من الصفات الكاملة التي تؤهله لمنصب الإمامة، وتحمل أعباء الزعامة، من العلم والورع والشجاعة والكرم والعبادة وحسن التدبير، التي فاق فيها أرباب عصره، وعلماء دهره.

علمه (ع)

  إن من أوضح الأدلة والحقائق على علم الإمام # وبلوغه فيه أقصى الغايات، وخوضه في فنونه في بحار الدرايات، ما خلفه لنا من الثروة العلمية، من المؤلفات العظيمة التي أغنت المكتبة الإسلامية، في شتى فنون العلم في الأصول والفروع والتاريخ