(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)
[فضيلة الورع]
  وأمَّا الورع: فمما ظهر الحال فيه للعدوّ والولي ما صُرفت له سقطة في نائبة، ولا زلّ حتى لقي الله - تعالى -، ولا قوَّى أمر معاوية - لعنه لله - إلا قسمة السَّويَّة، والعدل في الرعية، وإيثار الدار الباقية على الفانية الدنية، ولو فصلنا ذكره لطال الشرح؛ ولكن من ذلك أنه # ملك العراقين وخراسان ومصر والحجاز واليمامة والبحرين وما والاهما إلى عمان واليمن بأسره، ثم ولى إلى جوار ربه (وما خلف بيضاء ولا صفراء إلا أربع ما ئة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً لأهله(١))، ظننا أن ذلك لولا كان في حاجة أهله ما ادخر دانقاً لنفسه، ومثل هذا لم يعلم من غيره.
(١) ما بين القوسين اقتبسه الإمام # من خطبة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب $ بعد وفاة أمير المؤمنين # قال فيها: (قد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون بعمل ... إلى قوله: ولقد توفّي في الليلة التي رفع فيها عيسى بن مريم، والتي توفّي فيها يوشع بن نون، وما خلف صفراء ولا بيضاء [أي ذهباً ولا فضة] إلا سبعمائة درهم من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله) إلى آخر الخطبة.
والخطبة رواها الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية (١/ ١٤٢)، والموفق بالله في الاعتبار ص (٦٦٠)، والإمام أبو طالب في الأمالي ص (١٧٩)، ولم يذكر ما نحن بصدده، والإمام أبو العباس الحسني في المصابيح ص (٣٤٠)، ورواها أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين ص (٦٢)، والطبري في تاريخه (٤/ ٤٠٤) (ط/ مؤسسة الأعلمي)، وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة (١٦/ ٢٢٤)، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ص (٢٥) رقم (١٦).
ورواها الطبراني في الأوسط (١/ ٥٨٥) رقم (٢١٥٥)، والكبير رقم (٧٩١٣)، والحاكم في مستدركه (٣/ ١٧٢)، وأحمد بن حنبل في مسنده (١/ ١٩٩)، والبزار في كشف الأستار (٣/ ٢٠٥)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٤٩) وقال: إسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني حسان.
ورواها محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (٢/ ٥٧٤) رقم (١٠٨٤)، وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين # من تاريخ دمشق (٣/ ٣٩٨، ٤٠٤) من رقم (١٤٩٦، ١٥٠٤)، والنسائي في خصائصه ص (١٢)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ٦٥)، وأبو يعلى الموصلي وغيرهم.