[بيان أن الله تعالى فاضل بين خلقه]
  ومن انتهى إلى التسوية بين الدر والحمم فقد انتهى في الجهل، وأجهل منه من ساوى بين عترة محمد (ﷺ وعليهم) وبين غيرهم من الناس؛ لأنهم لم يرد على المساواة بين الدُّر والحمم وعيد، وقد ورد على المساواة بينهم وبين غيرهم وإنكار فضلهم من الله ومن رسوله ÷ الوعيد.
[بيان أن الله تعالى فاضل بين خلقه]
  والعلم بأن الله فاضل بين خلقه ظاهر لكل منصف لم يكابر عقله ويؤثر هواه على هداه؛ لأنا نعلم تفضيل الله - تعالى - للحيوان بالحياة علىلجماد، وفضل الحيوان الناطق على البهائم بالنطق، وفضل العاقل من الناطق بالعقل على غير العاقل، وفضل بعض البهائم على بعض؛ فضل الفرس على الحمار، وجعل الله - سبحانه - لذلك حكماً في الشريعة الشريفة، فروينا عن ابن عباس ¥ أنه قال: «ما خصَّنا رسول الله ÷ من دون الناس إلا بثلاث: إسباغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا ننزي الحمير على الخيل»(١)، وإنما قال ذلك ÷ وخصّ به أهل بيته لما في إرتباط الخيل من الفضل، لأمره سبحانه بذلك في قوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}[الأنفال: ٦٠]، وقد بينا أن التعبد على أهل البيت أشد، وقد علم منهم ومن شيعتهم في الوضوء ما لم يعلم من أحد من الفرق.
(١) رواه الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني # في شرح التجريد والإمام المتوكل على الرحمن أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام، والأمير الناصر للحق الحسين بن محمد # في الشفاء كلهم عن ابن عباس ®، ورواه الإمام علي بن موسى الرضا في صحيفته بسنده قال: قال رسول الله ÷: «إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة وأمرنا بإسباغ الوضوء وأن لا ننزي حماراً على عتيقة».